انتقل إلى رحمة الله تعالى عميد أسرة آل طيبة، الدكتور مصطفى عبدالله طيبة، مدير عام الطب العلاجي بوزارة الصحة الأسبق ووالد المهندس محرز، سوسن، محمد، دينا، غادة، ريما. ويقام اليوم أول أيام العزاء في منزله بحي الشاطئ 1 شارع طاهر زمخشري المتفرع من طريق الملك خلف النادي الأدبي ومسجد التقوى. ولد الدكتور مصطفى عام 1926م في مكةالمكرمة، وبدأ حياته الدراسية في مدرسة الفلاح بمكةالمكرمة، ثم سافر إلى القاهرة لدراسة الطب وتخصص الجراحة، وأكمل دراساته العليا في ذات التخصص بأدنبرة في اسكتلندا. بدأ الحياة العملية في مستشفى أرامكو في 1957 في قسم الجراحة ثم عمل مديرا لمستشفى الملك سعود بجدة لعدة سنوات ثم مديرا لمندوبية الشؤون الصحية بجدة، بعد ذلك انتقل إلى وزارة الصحة بالرياض مدير عام الطب العلاجي حتى تقاعد وهو وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي عام 1983. وأعرب وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، عن بالغ حزنه ومواساته لأسرة الفقيد، مشيدا بخدماته وبصماته في الوزارة التي امتدت 35 عاما، داعيا للفقيد بالمغفرة والرحمة وأن يجزيه خير الجزاء بما قدمه لوطنه. من جهته أكد نجله الأكبر المهندس محرز عن اللحظات الأخيرة قبل وفاة والده بأشهر، مشيرا إلى أنه عانى من مرض بالرئة أدخله مستشفى الملك فيصل التخصصي، موضحا أن والده كان صبورا أمام المرض لسانه لا يتوقف عن ذكر الله . وقال «كانت غرفته لا تفرغ من الزورا، وخاصة الدكتور زهير السباعي، الدكتور عبدالرحمن العمري، الدكتور مقبل الزكير، ياسر عرب، وعدد كبير من أصدقائه في جميع مناطق المملكة». من جانبه أشار وكيل التخطيط والتطوير بوزارة الصحة الأسبق الدكتور عثمان الربيعة، إلى أن الراحل عرف بأخلاقه الطيبة وانضباطه وحزمه لتطوير الخدمات العلاجية بالمملكة، خلال فترة تولية الطب العلاجي بالوزارة. وقال «تولى الدكتور مصطفى مسؤولية كبيرة، وتم تعيينه مديرا للصحة في تبوك وفي أوائل التسعينيات عين مديرا للطب العلاجي بوزارة الصحة حتى عام 1403ه، وعقب تعيين الدكتور غازي القصيبي وزيرا للصحة أصبح مدير التفتيش للعلاج والمتابعة بعد فترة قصيرة»، موضحا أن الدكتور مصطفى، رحمه الله، طلب التقاعد للراحة. في المقابل بين الكاتب عبدالله خياط عن الراحل، أنه كان يدير أحد أهم أعمدة وزارة الصحة، وهو الطب العلاجي والذي كان على رأسه الدكتور مصطفى طيبة، وهو رجل كفء ويقظ وكان عضد الوزارة الأيمن عندما هاجمتها الكوليرا أيام الحج، وأبلى بلاء حسنا، منوها بأن الفقيد شخص فاضل رزين عاقل لا يستغنى عن رأيه واستشارته، لعقله، وتجربته، وكفاءته، ولتأهيله وطول المدة التي قضاها في عمله، فهو من الرعيل الأول، ومن الذين عاصروا الإنشاء في المراحل المختلفة. وأضاف «كان الفقيد متفرغا للمؤتمرات والعلاقات الخارجية، وهذه هي الأعمدة التي كانت تقوم عليها وزارة الصحة، ويندرج تحتها ما يشبه وزارات الصحة المصغرة، وهي الشؤون الصحية في المناطق، والشؤون الصحية في أي منطقة منظمة تنظيما دقيقا، وما يجعلها تتفاوت في جودة العمل وإتقانه»، مؤكدا حرص المسؤولين في الوزارة، على أن يختاروا الرجل الكفء النشيط الأمين المدرك لواجبه الوطني وما يقتضيه عمله من رعاية ونباهة واهتمام. إلى ذلك أفاد الدكتور عبدالرحمن خياط، خلال فترة عمله مع الفقيد، أنه كان شخصا قياديا، وصاحب رؤية عملية وواقعية بعيدة المدى، مشيرا إلى أنه أول من بدأ بالأنظمة الحديثة، واضعا الأسس للوزارة وصاحب نقلة للممارسات الطبية. وقال «كان الفقيد لا يجامل أحداً على حساب العمل وكان يرجح المصلحة العامة دائما، وصاحب أياد بيضاء وكان دوره هاما في إعادة توجيه القوى الطبية ودعمها بالكفاءات الجيدة بمختلف مناطق المملكة، وكان حريصا على خدمة المرضى وتوفير الخدمات والرعاية اللازمة والعلاج، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته».