مقام إبراهيم هو الحجر الذي كان إبراهيم عليه السلام يقف عليه عند بناء الكعبة، وذلك حين ارتفع البناء شق عليه رفع الحجارة. وفي هذا الحجر أثر قدمي إبراهيم عليه السلام، وتلك آية من آيات الله وعبرة للمؤمنين، وشرع أن يصلي الطائف عقب طوافه ركعتين خلف المقام بحيث يكون المقام بينه وبين الكعبة. كما يشرع أن يقرأ في الركعتين مع الفاتحة في الأولى سورة (الكافرون) وفي الثانية سورة (الإخلاص)، وهاتان الركعتان تشرعان بعد كل طواف، في أية ساعة من الليل أو النهار. ومقام سيدنا إبراهيم إحدى العلامات البارزة في المسجد الحرام ولا يزال أثره موجودا حتى اليوم، وذكر الكثير من المصادر أنه الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام عند بناء الكعبة، وكان يرتفع به كلما ارتفع البناء، وهو الذي أراد الله أن تغوص فيه قدما إبراهيم عليه الصلاة والسلام تخليدا لذكراه وما يحوطها من إيمان كامل وتعلق بالله شامل. وأصل المقام من الجنة لما رواه الترمذي وأحمد والحاكم وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما، ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب. ومع عظيم احترام العرب في الجاهلية للحجر الأسود والمقام إلا أن الله حماهما من عبادتهما، فلم يتحولا إلى أصنام، وكذا الكعبة لأن الله ببالغ علمه الواسع أراد أن تكون هذه المقدسات لأمة محمد صلى الله عليه وسلم صافية نقية من شائبة الشرك في تاريخ وجودها. وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وافقت ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى فنزلت: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وكان موضع المقام في الجاهلية وعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم الفتح إلى سقف الكعبة ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخره عن موضعه عندما نزلت آية واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى. وحينما جرفه السيل في خلافة عمر وأعادوه إلى ملاصقة البيت جاء عمر بنفسه من المدينة وأعاده إلى مكانه بمحضر من الصحابة، وكان ذلك في رمضان عام 17ه فهو في موقعه إلى اليوم. و قيل إن أول من طوق مقام إبراهيم بالذهب أمير المؤمنين محمد المهدي عام 161ه، ثم تتابع بعد ذلك الخلفاء والسدنة وغيرهم في صيانة المقام وترميم فضته وذهبه وتثبيته بالرصاص وغيره، وكان المقام مكشوفا بدون أي حاجز يحميه. وفي فتنة القرامطة الذين سرقوا الحجر الأسود أرادوا سرقة المقام أيضا، إلا أن بعض السدنة غيبه عنهم، فبدأ التقكير بعد ذلك في حمايته، فجعلت له قبتان متحركة إحداها خشبية والأخرى حديدية، ثم بعد ذلك عمل للمقام تابوتا يوضع فيه، وتطور الوضع إلى بناء مقصورة له تنتهي مؤخرتها بمظلة متصلة بالمقصورة ليصلي الناس تحتها ركعتي الطواف. ويصف الدكتور باسم عمر قاضي عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى، أن إبراهيم عليه السلام أمر ببناء الكعبة وكان يعاونه في ذلك ابنه إسماعيل عليه السلام، وجاء في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «قال إبراهيم لابنه: يا إسماعيل، إن الله أمرنى بأمر. قال: فاصنع ما أمرك ربك. قال: وتعيننى، قال وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبنى ها هنا بيتا. وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة. وقال قائد أمن الحرم المكي الشريف العميد يحيى بن مساعد الزهراني يمنع السماح ليلة 27 وليلة ختم القرآن الكريم من أداء ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم وهناك خطة تقوم بها قوة أمن الحرم لإبعاد المعتمرين عن أداء الركعتين بالقرب من مقام إبراهيم؛ نظرا للكثافة الكبيرة التي يشهدها صحن الطواف من أجل منع التدافع والعمل على توجيه المعتمرين لأداء ركعتي الطواف بعيدا عن مقام إبراهيم حفاظا على سلامتهم.