كشف ل «عكاظ» رئيس اتحاد منظمات الروهنجيا البروفيسور وقار الدين مسيع الدين أحمد عن طبيعة الأوضاع في «الروهنجيا» وما يحدث للمسلمين المضطهدين هناك. وقدم البروفيسور وقار الدين شكره لخادم الحرمين الشريفين على ما يقوم به من خدمة للمسلمين في كافة أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه يسعى دائما إلى خدمة أبناء أمته، ومنها قضية المسلمين في بورما، حيث وضع القضية ضمن أعمال مؤتمر القمة الاستثنائية.. وجاء حوار البروفيسور وقار الدين مع «عكاظ» على النحو التالي: • ما هي كلمتك بعد انعقاد المؤتمر بدعوة خادم الحرمين الشريفين لمناقشة أوضاع المسلمين في بورما؟ • نحن متفائلون بالقمة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، ومتأكدون أنه سيكون هناك تغيير، وأن هذه القمة ستحرك الأوضاع في العالم أجمع إلى الأفضل، سيشاهد العالم ما ستحققه القمة، وكل هذا سيصب في مصلحة إخواننا المسلمين في أركان بورما، وسيكون هناك زخم إعلامي كبير جدا في هذه القمة الإسلامية. • وماذا يعني لكم وضع قضيتكم أمام قادة العالم الإسلامي؟ • نحن الآن بجورا البيت العتيق، وفي هذه الأيام الفاضلة، وبدعوة الملك عبدالله وحضور رؤساء الدول الإسلامية، كل هذه المعاني حينما نتذكرها لايسعنا سوى الذرف بالدموع من أجل نصرة هذه القضية وإغاثة إخواننا المسلمين في بورما، راجيا من الله أن ينصر هذه القضية. إبادة منظمة • هل لك أن تضعنا في طبيعة الوضع في روهنجيا؟ • ما يحدث الآن على أراضي بورما هو القتل وسفك دماء المسلمين، وإبادة منظمة لهم، وانتهاكهم يجري على نطاق واسع وصورة بشعة جدا. وحكومة ميانمار تريد بشتى الوسائل أن تشرد المسلمين في المنطقة وإبادتهم بالكامل وإخراجهم من ديارهم بعد حرقها وقتل الأطفال وكبار السن والعجزة، من أجل السيطرة على الأراضي وتخليص المسلمين منها بشكل كامل، حتى أصبحت الحكومة هناك تتعامل معهم بطرق ملتوية، بتشكيل عصابات وتحريضها على الطائفة المسلمة لاضطهادهم وإخراجهم من البلاد بشتى الطرق، كي يسيطروا على المنطقة ذات الثروات الكبيرة، وذلك بدعم الطائفات المتسلطة على الفئة المسلمة للتخلص منهم. إن الوضع في المنطقة مأساوي جدا، فالكثير من المسلمين هجروا من ديارهم، والبعض الآخر غرقوا في البحار حتى أصبحوا في شهر رمضان المبارك يمنعون من الصيام وأداء فريضة الصلاة، حيث أغلقت المساجد ومنع المسلمين من تأدية الصلاة بها، واعتقال العلماء وطلبة العلم وسجنهم وتعذيبهم بطرق بشعة جدا، وانتهاك أعراض المسلمين من قبل الجيش الميناماري، ولن يتوقف ذلك ما لم تتحرك الدول الإسلامية بأكملها. الحقوقيون متحركون • وهل وجدتم تفاعلا من قبل المنظمات العالمية وخصوصا منظمات حقوق الإنسان؟ • المنظمات الحقوقية والإنسانية تحركت وأصدرت بيانات وكتبت خطابات لهيئة الأممالمتحدة وبقية الدول لإيقاف هذه المجازر، وجميع الدول تعترف بما يحصل من اضطهاد وقتل وتعذيب للمسلمين في المنطقة، وبذلوا ما بوسعهم وبقي الأمر متوقفا على تحرك الأممالمتحدة لإيقاف هذه المجازر من قبل الحكومة الطاغية وإجبارها على رفع الضر عن المسلمين، وإعطائهم حقوقهم الكاملة بدون أي ظلم أو طغيان. إغاثة عاجلة • ما هي احتياجاتكم من العالم الإسلامي في هذا الوقت العصيب؟ • المضطهدون في بلدة أراكان بورما يحتاجون إلى حملات إغاثية غذائية وكسائية وصحية عاجلة، وتعليم أبناء المنطقة، حيث إن الكثير منهم وصل سن ال 15 عاما ومازال لا يقرأ ولا يكتب. تسليط الضوء • وما هي جهودكم لإيصال صوتكم إلى العالم؟ وما هي مطالبكم؟ • نحن نقوم بجهود كبيرة بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي لكي نسلط الضوء من جميع النواحي على هذه القضية، التي نطالب النظر إليها بعين الرحمة والشفقة أولا، ومن ثم النظر بوجه العدل، لاسيما أن حقوق الإنسان في المنطقة تنتهك، كما أننا ندعو إلى استرداد الجنسيات المسحوبة من البروماويين بعد أن أصبحوا عديمي الجنسية. ولقد قام المبعوث الخاص للأمم المتحد بزيارة لميانمار وكتب تقريره بما حدث وساعده بعض المسلمين بتدوين كافة الأعمال الإجرامية، ولكن بمجرد ما إن غادر اعتقلت الحكومة هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بمساعدته وتعذيبهم. • كم عدد المسلمين في أراكان بورما؟ • الحكومة البورمية تبين للعالم أن المسلمين المتواجدين في بلاد أراكان بورما هم مايقارب 800 ألف فقط، لكن الواقع الفعلي لأعداد المسلمين في المنطقة يصل إلى مليون ونصف، هم يريدون تقليل العدد ليتمكنوا من إزاحة المسلمين وإخلاء المنطقة منهم، حتى إنها اختلقت عدة قضايا من أجل إخبار العالم أن المسلمين هم من يقوم بعمليات القتل والتعذيب، وقد أدعت الحكومة أن عدد القتلى في الأحداث الأخيرة في بلدة أركان من المسلمين يصل إلى 80 فقط، بينما وصل عدد الضحايا من المسلمين على أقل تقدير إلى خمسة آلاف شهيد.