ربما يتساءل المرء عن جدوى وأهمية قمة مكةالمكرمة الإسلامية الاستثنائية، وهو تساؤل مشروع لكل مسلم ومراقب يطلع على المشهد السياسي والإسلامي والأخطار المحدقة بهذه الدول، إن التساؤل بحد ذاته عن أهمية هذه القمة، هو أحد الأسباب التي دعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الدعوة إلى قمة استثنائية تضامنية لمعالجة قضايا المسلمين الرئيسة. ولعل استشعار الملك عبدالله بن عبدالعزيز لما يحيط دول العالم الإسلامي من أخطار، دفعه للدعوة إلى هذه القمة، وكانت الاستجابة السريعة لقادة هذه الدول أكبر دليل على البعد التضامني للمسلمين حيال قضاياهم المركزية. إن اجتماع قادة وممثلي 56 دولة إسلامية في مكةالمكرمة، يعكس أهمية القضايا المطروحة على جدول الأعمال ويعكس أيضا حجم الوزن السياسي والبشري لدول المسلمين. إذ إن هذا الحضور الواسع لمناقشة ثلاثية إسلامية أضلاعها، الأزمة السورية وما يتعرض له الشعب السوري من قتل والقضية الفلسطينية والتهويد المستمر للقدس واستمرار الاستيطان، فضلا عن ما استجد من مذابح بحق المسلمين في ميانمار، هذه الثلاثية الإسلامية ستكون ملتقى دول العالم الإسلامي. تجتمع دول العالم الإسلامي في مكةالمكرمة، في الوقت الذي تتطلع فيه شعوب هذه الدول إلى نتائج ترقى إلى مستوى الأزمات الإسلامية، وتدرك المملكة بحكم مسؤوليتها الإسلامية أهمية هذا التوقيت للقمة لحل القضايا المؤلمة التي أغرقت العالم الإسلامي في النزاعات والحروب.