ربما تكون مفردة أو مجموعة من المفردات، تلك التي تغير حياة الإنسان إلى الأفضل، وتحدث في نفسه توازناً لم يكن معهوداً، ولا تقل حاجة الإنسان إلى هذه الكلمة عن حاجته إلى الطعام والشراب بل قد يكون أشد حاجة إليها في ظروف معينة، ذلك أنها تحدث توازنا بين العقل والشعور. دعونا نستلهم معنى لطيفاً من قول النبي صلى عليه وسلم (ويعجبني الفأل الكلمة الطيبة) فلقد فسر النبي عليه الصلاة والسلام الفأل بالكلمة الطيبة، ذلك أن تلك الكلمة تصنع التفاؤل وتخلق الأمل، وهو شعور حسن تجاه الذات والأحداث والناس، بل وتجاه المستقبل برمته، على نحو يبعث السرور في قلب الإنسان. وبالتالي فإننا جميعاً في أشد الحاجة إلى سماع الكلمة الطيبة، كما يجب علينا أن نحدث بها الآخرين. فالمريض بحاجة إلى سماع الكلمات التي تبعث في نفسه الأمل بالتشافي، وأصحاب الأمزجة المضطربة بحاجة إلى ما يعيد إليهم التوازن النفسي والذين يشعرون بالفشل في حياتهم الشخصية بحاجة إلى الكلمات التي تخلق لهم الثقة بذواتهم وقدراتهم، وتدعوهم إلى استشراف المستقبل والأمل بالنجاح، وحتى ذوو النظرة السلبية تجاه ذواتهم جسدياً ينتظرون المفردات التي تشعرهم بوجودهم، إن هؤلاء جميعاً بحاجة إلى الكلمة الطيبة، وما علينا سوى الإحساس بالآخرين على وجه يدعونا لخلقهم من جديد، إنها فن يصنع إنساناً. .د. إبراهيم العمري