يحصل على تصريح لمزاولة العمل التجاري من الجهات المسؤولة وبسرعة لا تصدق يتحول المكان الخالي إلا من جداره إلى معرض خيالي بديكوراته التي أضيئت أسقفه بأفخر الثريات وكست أرضه بأفخم أنواع الرخام وقد وضعت فيه البضائع المستوردة والتي تم تقليدها في إحدى الدول «المتخصصة» في صناعة البدائل بأسعار خاصة (جدا) أو بالبضائع التي تزيد أسعارها بأضعاف أسعارها وهي نائمة في معارض الدول المصنعة لها، وعند مدخل المعرض يستقبلك «مدير خطة نمو الأرباح الصاروخية» ليأخذك في جولة يؤكد لك خلالها أن تلك البضائع غير مقلدة مدعيا أن المصنع نسى أن يضع علامته التجارية وأن الأسعار هي الأقل دوما. لم تكن كل تلك الترتيبات لإدخال السرور إلى قلبك ولكن ليتم بها خداع المشتري وإقناعه بأن تكاليف الديكورات الباهظة ما هي إلا دين عليك! ورسالة لك تقول: «إن كانت أسعار الديكورات باهظة فلا تتوقع أن تكون أسعار البضاعة إلا من ذاك القبيل». نحن نعرف القصة (وهي قصة قصيرة ومؤقتة): لقد خدعك أيها الكفيل ذلك الوافد من بلاد استبدلت فيها كلمة أشكرك بكلمة «مرسي Merci» بأنك تسطيع أن تضاعف أرباحك بصورة خيالية في فترة وجيزة، ولقد أقنعك ذلك الوافد بأن هناك من المشترين من لديه القدرة المالية لشرائها بالسعر الذي تقرره، إلا أنك أيها الكفيل قد تربح أضعافا مضاعفة إذا ما وضعت السعر العادل لبضائعك، وقلصت من المصروفات غير المباشرة وابتعدت عن المراوغة. صحيح هو المثل القائل: إن لكل حجرة أجرة ولكن لم يكن من العدل أن يدفع المشتري أجرة مسكن كاملا مقابل أجرة الحجرة!