أقام مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر بالأحساء اللقاء الأول لعمد أحياء المحافظة وذلك في مجلس أسرة آل ملحم بالهفوف. اللقاء الذي حضره 30 عمدة بالإضافة للعميد مشاري بن عبدالله الملحم مساعد مدير شرطة الأحساء وأحمد بن سعد الوصالي مدير الشؤون الأمنية بمحافظة الأحساء، بدأ بكلمة لمدير المركز الدكتور خالد بن سعود الحليبي ذكر فيها أن الهدف من عقد هذا اللقاء هو التعريف بمناشط وبرامج المركز والتعاون في نشر الثقافة الأسرية السليمة التي تسهم في سعادة المجتمع واستقرار أمنه وتوثيق الصلة مع هذه الشريحة المهمة في المجتمع، مشدداً على أهمية مد جسور التواصل مع جميع فئات المجتمع بمختلف فئاته وطرح عدة مقترحات للعمد من شأنها أن تسهم في زرع المودة والألفة والمحبة بين العمدة وأهل الحي، ومنها تجهيز خيمة دائمة في الحي تكون منطلقاً لعقد كثير من البرامج والفعاليات المفيدة لهم. وبين أن لدى المركز الاستعداد لتقديم مثل هذه البرامج التدريبية في تطوير العلاقات الزوجية وفن التعامل مع المراهقين وبرامج تدريبية للأولاد، وتوفير مستشار أسري داخل كل حي. وأوصى د. الحليبي عمد الأحساء بالقيام بدور المصلح الأسري مبدياً استعداد المركز لعقد برنامج تدريبي خاص بالإصلاح معتمد لدى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وكذلك طرح قضية غلاء المهور ومساعدة الشباب على الزواج ومساندتهم لتخطي السنوات الأولى من الزواج بسلام عن طريق الإرشاد الأسري المهني. بدوره أوضح رئيس قسم إصلاح ذات البين بالمركز الشيخ رائد النعيم أن الحالات الواردة للقسم بلغت 579 حالة منها ما يرد للمركز من إمارة الأحساء ومنها ما يكون حضورياً من الأطراف المتخاصمة ومنها ما يحال إليه من المحكمة الشرعية ومن جهات أخرى متفرقة، مشيرا إلى وجود 41 مصلحا أسريا بالمركز مؤهلين تأهيلاً متخصصاً في الإصلاح الأسري. وذكر أن مجموع القضايا المنتهية بالصلح بلغ 425 قضية بنسبة 63% والتي لم يتم الصلح فيها 158 قضية بنسبة 37%، وبلغ عدد المستفيدين 2231 مستفيداً. وأشار إلى أن مشكلات ضرب الزوج لزوجته احتلت النسبة الأعلى في القضايا الواردة للمركز ب 91 قضية والتقصير في النفقة 75 قضية، لافتا إلى أنه تم افتتاح مكاتب للصلح في المحكمة العامة والمحكمة الجزئية وفي محكمة مدينة العيون لاستقبال القضايا الأسرية قبل إحالتها إلى القسم في المركز، واستطاعت هذه المكاتب إنجاز معظم القضايا الواردة إليها بالصلح. وختم رئيس قسم الإصلاح عرضه بذكر قصص لمشاكل حدثت لأسر أحسائية استطاع المركز حلها بالصلح ومنها قصة امرأة مع ولدها العاق، حيث تلقى المركز مكالمة هاتفية من امرأة كبيرة في السن وهي تبكي بحرقة وتشتكي ابنها البالغ من العمر 30 عاماً بأنه لا يزورها ولا يكلمها ولا يستجيب لاتصالاتها المتكررة التي تصل إلى 50 اتصالاً يومياً منذ أكثر من 3 أعوام، وذلك بعد خلافها مع زوجته، وبفضل الله تواصل المصلح الأسري بالمركز مع هذا الابن وأقنعه بضرورة صلة أمه وأرحامه، وما هي إلا أيام معدودة وتلقى المركز اتصالاً هاتفياً من الأم ذاتها وهي تبكي وتقول «جزاكم الله خيراً، فقد رجع ابني لي وقبّل يدي وقدمي ولن أنسى لكم ذلك المعروف طوال حياتي وسأدعو لكم في صلواتي وفي كل وقت وحين». وبعدها ألقى العميد مشاري بن عبدالله الملحم مساعد مدير شرطة الأحساء كلمة شكر فيها القائمين على عقد هذا اللقاء ومبادرتهم للتعريف بنشاط مركزهم، وبين أن الشرطة تساهم بشكل كبير في حل المشكلات في المجتمع كما أن هناك شريحة من منسوبيها وهم العمد لهم دور كبير في الإصلاح كونهم الرابط بين الأسرة والمجتمع والإدارات الأخرى، وهذا يسهم في أمن المواطن واطمئنانه وسعادته. وذكر أن نظام العمد الصادر عام 1406ه تضمن في مهماته الإسهام في نشر الثقافة الأسرية.