أعلن مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أمس استقالته معترفا بفشل مهمته في سورية. وأرجع قراره الى إنعدام الإجماع في مجلس الأمن الدولي، معتبرا أن على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عاجلا أم آجلا، بينما ألقى البيت الأبيض باللوم على روسيا والصين لفقدان التحرّك الدولي بشأن الوضع في سورية وبالتالي استقالة عنان. وقال عنان في مؤتمر صحافي في جنيف بذلت كل ما في وسعي ولم اتلق كل الدعم الذي تتطلبه المهمة ..هناك انقسامات داخل المجتمع الدولي، وكل ذلك أدى الى تعقيد واجباتي. وتابع ان الكلفة الانسانية الباهظة للنزاع والاخطار الاستثنائية للأزمة السورية على السلام والأمن الدوليين بررت المحاولات للتوصل الى انتقال سلمي نحو تسوية سياسية. وأضاف ان العسكرة المتزايدة (للنزاع) على الارض والانعدام الأكيد للوحدة في مجلس الامن، غيرا بشكل جذري الظروف المناسبة لأمارس دوري بشكل فعلي. وانتقد عدم أخذ مجلس الامن بخلاصات اجتماع جنيف في 30 يونيو “حزيران” الماضي والذي توافقت فيه الدول الاعضاء في مجموعة العمل حول سورية على مبادىء عملية انتقال سياسي يقودها السوريون. وشدد على ان انتقالا سياسيا يعني ان على الاسد التنحي عاجلا ام اجلا. وأعرب عن أمله في أن يحظى خلفه بفرصة اكبر للسير بسورية نحو الانتقال السياسي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن قبل دقائق استقالة عنان، مبينا أن المبعوث الأممي العربي أبلغ الاممالمتحدة والجامعة العربية نيته عدم تجديد مهمته حين تنتهي مدتها في 31 أغسطس “ آب” الحالي. وعبر بان عن أسفه العميق لإنهاء مهمة عنان معربا عن امتنانه العميق للجهود الشجاعةالتي بذلها عنان ولتصميمه. واوضح انه باشر مشاورات مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي للاسراع في تعيين خلف لعنان يستطيع مواصلة جهود السلام الاساسية. وأعلن العربي في تصريح أنه تلقي اتصالا هاتفيا من عنان أبلغه فيه باستقالته ، وأن مهمته تنتهي بنهاية شهر أغسطس الجاري. وقال أن عنان أوضح له أن أسباب استقالته هي أنه لا يمكن إحراز أي تقدم في سورية في ظل الظروف الحالية من تعنت الحكومة السورية واستمرارها في استخدام خيار القوة وسفك الدماء ، وكذلك فشل مجلس الأمن في تحمل مسئولياته واستصدار قرار يوقف نزيف الدم في سورية ويوفر الأساس لحل سياسي للأزمة يلبي طموحات الشعب السوري. واعرب عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها عنان في مهمته الصعبة ومحاولته الوصول لحل سياسي سلمي للأزمة السورية. وأبان أنه أجرى اتصالات مع بان كي مون بشأن مستقبل المهمة التي كان يقوم بها عنان وللتشاور حول الأسماء المقترحة لخلافته في هذه المهمة. وفي واشنطن القت الادارة الأمريكية باللوم على روسيا والصين لفقدان التحرّك الدولي في ما يخص الوضع في سورية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن استقالة عنان تظهر الفشل في مجلس الأمن للحصول على دعم روسيا والصين لقرارات مجدية ضد (الرئيس السوري بشار) الأسد من شأنها أن تحمّله مسؤولية عدم التزامه بخطة عنان. وأضاف أن استخدام الصين وروسيا لحق النقض الفيتو ضد قرارات للمجلس حول سورية، “مؤسف جداً ويضع روسيا والصين على الجانب الخاطئ من التاريخ والجانب الخاطئ بالنسبة للشعب السوري”. وتابع إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ممتن لعنان على جهوده التي بذلها من أجل إحلال السلام في سورية ومن أجل انتقال سلمي من نظام الأسد. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان ان استقالة عنان تظهر المأزق المأسوي للنزاع السوري. بينما أشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالجهود التي بذلها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية واعتبرها استثنائية. وقال هيغ لا أحد أظهر قدراً أكبر من الالتزام والشجاعة في السعي لتحقيق حل سياسي سلمي للأزمة المروعة التي اجتاحت سورية. وفي ظل قيادته وافقت جميع الأطراف على خطته ذات الست نقاط كما أيد المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، خارطة الطريق التي وضعها للانتقال السياسي ووافقت عليها مجموعة العمل حول سورية في اجتماع جنيف. واضاف “نحن نتفهم أن احباط أنان كان ناجماً عن استخدام حق النقض في مجلس الامن الدولي، وعجز المجتمع الدولي الدولي عن تقديم الدعم الذي احتاجه وطلبه، غير أن خطته وبيان جنيف لا تزال توفر أفضل فرصة لتحقيق حل سلمي .