تأصل شرب حليب النوق مع الإفطار خلال شهر رمضان بين أهالي الخرمة منذ القدم، للفوائد الغنية التي يحتويها، إذ يتوارث أبناء المحافظة هذه العادة من آبائهم وأجدادهم، ويحرصون على غمس التمر برغوة الحليب، ليستمتعوا بطعم لذيذ ومفيد، لا يمكن الاستغناء عنه على الموائد الرمضانية بتعاقب الزمن. وأوضح ذعار السبيعي أن شرب حليب النوق مع الإفطار خلال شهر رمضان عادة متأصلة منذ القدم في محافظة الخرمة، لافتا إلى أنهم يحرصون على تواجد الحليب على موائدهم للفوائد الغذائية التي يحتويها. وبين أن التمر يصبح طعمه ألذ حين يغمس في رغوة الحليب، مؤكدا أنه لا يوجد بيت في الخرمة لا يوجد فيه حليب النوق، سواء كان في الحاضرة أو البادية. إلى ذلك، أكد خالد السبيعي أن حليب النوق يظهر بكثرة في موائد الخرمة الرمضانية، ملمحا إلى أن ملاك الماشية يحرصون على توزيع الحليب للعوائل التي ليس لديها نياق، خصوصا أن فترة التوزيع تبدأ من بعد العصر إلى قبيل المغرب. وذكر السبيعي أن حليب النوق لا يقل جودة عن حليب الأغنام والأبقار، بل به من العناصر الغذائية ما يسد رمق الجائع، لافتا إلى الآباء والأجداد كانوا يرددون بأن حيلب الإبل يدخل ولا يُدخل عليه. «أي أنه يغني عن غيره من الأغذية التي لا حاجة لها بعد تناوله». بينما، أفاد ضيدان فيحان السبيعي أن حليب الإبل يعتبر ملك السفرة الرمضانية على موائد الإفطار لأهالي الخرمة، لافتا إلى أنه يتناوله الكبير والصغير. وأوضح أن حليب الإبل أبيض اللون، ويتباين مذاقه من الحلو إلى الحاد والمالح حسب عمر الناقة ومرحلة الإنتاج ونوع العلف وطبيعة ماء الشرب، مبينا أن «الحليب الساخن» هو الذي يحلب مباشرة من ضرع الناقة، إذ ترتفع فوقه الرغوة، لافتا إلى أن الحليب يشرب ساخنا أو بارداً. بدوره، أوضح الدكتور طارق محمود ياسين طبيب الباطنية بمستشفى الخرمة العام عن فوائد حليب الأبل يحتوي على كامل العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات الجسم، مضيفاً أن التحاليل أثبتت أن نسبة الماء في ألبان الإبل تبلغ 89,6 في المائة وهي أعلى نسبة ماء في الألبان على الإطلاق ويرجع ذلك إلى هرمون البرولاكتين. ونصح بعدم شرب حليب الإبل مباشرة إلا بعد تعقيمه تفادياً للإصابة ببعض الأمراض والتي عادة ما تكون في ضرع الناقة.