اكتسبت الإبل أهمية خاصة عند البدو، بعد أن برهنت بأنها الحيوان الأكفأ في تحمل ظروف الجفاف الطويلة القاسية، وأنها الحيوان الذي بقي وتكاثر وأنتج الغذاء للإنسان الصحراوي تحت تلك الظروف، إضافة لميزاتها وتأقلمها، فإن مستقبلها يكمن في كونها جزءا من النظم الزراعية الرعوية لدى أهل البادية، وفي استغلالها للموارد العلفية والمائية الشحيحة وفي طاقتها الإنتاجية الكامنة، وكذلك في تقديمها خدمات لا تستطيع الآلة الحديثة توفيرها تحت الظروف الصحراوية الصعبة. ظل البدو على مدى قرون من الزمن ومن دون خلفية علمية يعتقدون أن لبن الإبل له قدرات علاجية، ولقد استفاد العرب قديما من لبن الإبل في علاج كثير من أمراضهم، ويعتبر اللبن الطازج من أفضل المسهلات، وينتشر بين البدو أن أي مرض في الداخل يمكن أن يعالج بلبن الإبل، فاللبن ليس مانحا للقوة فقط ولكن للصحة أيضا. كما أن هناك اعتقادا سائدا بين البدو فحواه أنه يمكن علاج أي مرض باطني بتناول حليب الناقة، ويقال إن لهذا الحليب قوة وخصائص مفيدة للصحة لدرجة أنه يطرد جميع أنواع الجراثيم من الجسم. إن ما يميز موائد رمضان عند أبناء البادية حليب الإبل الذي يحرص الكثير منهم على تناوله مع وجبة الإفطار، حيث يؤكد فهيد بشير البقمي أن الارتباط الوثيق بين البدوي والإبل عادة اجتماعية قديمة توارثوها عن الأباء والأجداد، نظرا لما للإبل من فوائد كثر من أهمها الحليب الذي يعد الغذاء الرئيسي للبدو على مدار العام، وقال «نحرص على توفير حليب الإبل خلال شهر رمضان المبارك، حيث يقدم مع وجبة الإفطار يوميا ويتناوله الجميع مع التمر، ومن الأفضل أن يقدم طازجا قبل موعد الإفطار بلحظات»، مشيرا إلى أن حليب الإبل له فوائد عظيمة في بناء الجسم نظرا لما يحتويه من عناصر غذائية مهمة وسعرات حرارية يحتاجها جسم الإنسان بعد صيام لمدة 14 ساعة متواصلة».