أوضح الشيخ محمد بن صالح المنجد الداعية الإسلامي المعروف ل «عكاظ» أنه لا تزال إحصائيات حوادث التفحيط تسجل أرقاما جديدة، وفي نفس الوقت لا يزال أفواج من الشباب المتهور يسجل نفسه، باختياره وكامل قواه العقلية، عضوا جديدا في نادي الانتحار «التفحيط»، والعجب أنك إذا جئت إلى المفحط أو مشجعه، لتطلعه على بعض المقاطع المرئية المرعبة، لترده عن بعض هذا الردى، أن تجد عنده منها أكثر مما عندك، بل ومن قصص أصدقائه ومعارفه ممن تكون العبرة بهم أكبر، وقد تجد منهم من هو حديث عهد بحادث أليم من تلك الحوادث، قد سلمه الله منه وشفي، ثم لما رد عاد لما نهي عنه. وقال «ولما رأيت بعض هذه الحوادث الأليمة أحببت أن أوجه نصيحة إلى أبناء المسلمين، أسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه، نافعة قارئها ومستمعها، فأقول: يا بني.. وسائل النقل نعمة من نعم الله، قال تعالى (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم، والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون)، قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره [1/436] ويخلق ما لا تعلمون مما يكون بعد نزول القرآن، من الأشياء التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو، ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم، يا بني: لا تغتر، فكم أورد العجب بالمهارة والثقة بها المهالك، قيل في سبب موت طبيب العرب الحارث بن كلدة أنه نظر إلى حية فقال إن العالم ربما قام علمه له مقام الدواء، وأجزأت حكمته موضع الترياق، فقيل له: ألا تأخذ هذه بيدك؟ فحملته النخوة أن مد يده إليها فنهشته، فوقع سريعا [الإصابة لابن حجر1/595]، وهذا ما نراه في أهل التفحيط والسرعة حين يلقون بأنفسهم إلى التهلكة! فمن يضمن لهم أن لا ينكسر مسمار قدر الإصبع فتنحرف السيارة وتقع الكارثة». وأضاف «يا بني، لا تغرنك هذه الجموع على حافتي الطريق، فلعلك أن تكون يوما تقاسي ما تقاسي جراء حادث أليم، وآباؤهم وقوف على رأسك يدعون عليك، ويطلبون دية ابنهم، الذي كان ضحية انزلاق سيارتك، يا بني.. الإسلام جاء بما يحفظ على الناس دينهم وعقلهم ومالهم وعرضهم وبدنهم، وفي هذه الألعاب الخطرة تعريض النفس للهلكة، والله يقول (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، المخاطرة بأرواح الآخرين والله يقول (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)، ما فيه من الخسائر المادية وإضاعة المال، ففي الصحيحن من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال». ودعا الشيخ المنجد الشباب إلى النظر في تآكل إطارات السيارة وذوبان فراملها وما تحتاجه من الإصلاحات بعد حوادث التفحيط وكم سيكلف ذلك من الوقت والمال، مبينا أن التفحيط أصبح مفتاحا لمنظومة جرائم متنوعة من سرقات ومسكرات وأخلاقيات، يدعو بعضها إلى بعض. وأوصى الأولياء بحفظ أبنائهم، والحذر من التفريط فيهم خصوصا في المواسم التي تشيع فيها مثل هذه الظواهر كمواسم الاختبارات، فكل واحد من آباء الجماهير الغفيرة على امتداد شوارع التفحيط يظن أن بين ابنه وبين هذه التجمعات بعد المشرقين، ثم قد يفاجأ بخبر غير سار، ومثله التجمعات عند مدارس البنات، والتدخين، والحبوب، والواجب التقليل من الثقة المفرطة مع الحرص على ضبط أوقات انتهاء الاختبارات والحضور لأخذ الأبناء من المدرسة دون إشعارهم بالتخوين وعدم الثقة.