شهدت أحياء عدة في مدينة حلب أمس اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ما يحدث في سوريا، خاصة في حلب، بأنه يرقى إلى جرائم حرب، محذرا من أن مرتكبي هذه الجرائم سيتعرضون لمساءلة دولية وسط دعوات من المعارضة السورية إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن. وفي الوقت الذي دعت المعارضة السورية مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لوقف (المجازر) بحق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران أن النظام السوري سيقضي على معارضيه المقاتلين في حلب، ويشير إلى (التطابق التام) في رؤية القيادتين في دمشقوطهران لما يجري في سوريا حسب قوله. ودعا المجلس الوطني السوري إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن من أجل منع حصول مجازر بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص. وحذر المجلس في (نداء عاجل) إلى المجتمع الدولي من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة، داعيا إلى التحرك الجاد والفاعل من أجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح. من جهته شدد العربي في تصريحات صحفية أمس على دعم الجامعة العربية لدعوة المعارضة السورية بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم على حلب، مشيرا إلى أن المهم هو ما سينتج من الذهاب لمجلس الأمن. وقال: إن هناك جهودا لاستصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بثقل قانوني وأخلاقي وسياسي لمعالجة الوضع في سوريا، مشيرا إلى أن آخر موعد لقبول التعديلات على المشروع سيكون اليوم وبعد ذلك سوف تبدأ مناقشة المشروع العربي الأسبوع القادم. ميدانيا سقط أمس 48 قتيلا في مجمل أنحاء سوريا، هم 17 مدنيا و12 مقاتلا و19 جنديا نظاميا. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ان الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل، لافتا الى ان الاشتباكات تأخذ طابع حرب شوارع شاملة. وأوضح عبدالرحمن ان ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام الى حلب تشارك في المعركة، مشيرا الى ان جزءا كبيرا مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الأحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب، حيث معاقل المقاتلين المعارضين. وأضاف ان الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين (جنوب غرب)، حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة، بالاضافة الى مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي.