قدمت الشركة السعودية للكهرباء اعتذارها للمواطنين والمقيمين الذين انقطعت عنهم الكهرباء خلال ذروة الأحمال هذا الصيف، وأسفها الشديد لما حدث لأسباب وظروف خارجة عن إرادتها أدت إلى حدوث بعض الانقطاعات في الخدمة الكهربائية، وتقدر المعاناة التي تحملها من طالتهم الانقطاعات التي حصلت. وأوضحت الشركة أمس أنها واجهت في بعض المواقع مشاكل فنية أدت إلى انقطاع الكهرباء عن مشتركين في مواقع متفرقة خلال الأسبوع الماضي، وعلى فترات مختلفة، وكان ذلك نتيجة لأسباب متعددة من أهمها، ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية مع بداية شهر رمضان بنسب عالية تجاوزت ضعف معدل النمو السنوي، وصلت في بعض المدن إلى 15% متجاوزة التوقعات، وبلغ معدل النمو على مستوى المملكة 9%، بينما كان في حدود 4% للعام الماضي، ما أدى إلى زيادة الأحمال على محطات وشبكات التوزيع والكابلات الأرضية، وتسبب في حدوث أعطال في بعض الكابلات والمحطات المغذية للمشتركين، أو خروجها عن الخدمة. كما أرجعت الشركة تأخر دخول عدد من محطات التحويل الجديدة للخدمة لتعزيز الشبكة قبل حلول فصل الصيف وما واجهته من عدم توفر مواقع في الأحياء القائمة في المدن الرئيسية لإنشاء محطات نقل وتوزيع الكهرباء لتعزيز الشبكة، وأدى ذلك إلى تحميل المحطات القائمة حاليا أعلى من قدرتها، كما تواجه الشركة مشاكل عديدة في تنفيذ خطوط النقل بسبب صعوبة الحصول على مسارات. وأضافت الشركة أن من الأسباب تعرض كابلات الشركة الأرضية للإتلاف من قبل مقاولين يُنفذون مشاريع الخدمات الأخرى، حيث سجلت الشركة -على سبيل المثال- 260 حادثة إتلاف كابلات في مدينة جدة لوحدها خلال شهر واحد، مما أدى إلى انقطاع الخدمة عن المشتركين، إلى جانب تقادم بعض أجزاء شبكة التوزيع خصوصا في الأحياء القديمة بالمدن، التي تقوم الشركة حاليا باستبدالها وفق خطة يجري تنفيذها على مراحل، مع إعطاء الأولوية لتعزيز قدرات التوليد والنقل، وبعد استكمال برنامج استبدال الشبكات القديمة سوف تتعزز قدرة الشبكة في تلك المواقع. وبينت الشركة أنه فيما يتعلق بمحافظة حفر الباطن فإنه يجري تزويدها بالكهرباء جزئيا من محطة توليد محلية قديمة حصل فيها عطل فني أدى إلى انخفاض الفولت، مما اضطر الشركة إلى تخفيف الأحمال بالتناوب إلى حين إصلاح وحدات التوليد، علما بأن الشركة تقوم حاليا بتنفيذ الحل الدائم وهو استكمال مشروع ربط حفر الباطن بالشبكة الرئيسية على الجهد 380 كيلو فولت بتكاليف 770 مليون ريال، وسيدخل الخدمة في شهر مارس 2013م وسيؤمن هذا المشروع كامل الطاقة للمحافظة. وأفادت أنها تقوم حاليا بتنفيذ مشاريع لإنشاء محطات توليد ونقل وتوزيع الكهرباء وتحديث المحطات والشبكات، بالإضافة إلى استكمال خطة ربط مناطق المملكة بشبكة كهربائية واحدة، وهذه المشاريع تجاوزت تكاليفها 100 مليار ريال، وستزيد قدرة الإنتاج خلال السنوات الثلاث القادمة بحوالي 15 ألف ميجاوات تمثل 30% من القدرة الحالية، بالإضافة إلى تعزيز الشبكات، ما سيسهم في استقرار الخدمة خلال ساعات الذروة الصيفية في السنوات القادمة.