يعتبر عدد من الدبلوماسيين والخبراء السياسيين الأمريكيين أن إعادة بناء سورية مسؤولية المجتمع الدولي، مشيرين في تصريحات ل«عكاظ» إلى أن جميع المؤشرات تؤكد أن انهيار نظام بشار الأسد بات وشيكا في ظل فقدان شرعيته وتزايد الانشقاقات بين صفوفه. ويتوقع السفير ريان كروكر الذى عمل سفيرا لدى سورية فى تسعينات القرن الماضى، أن يتم التحول فى سورية سريعا لأن كل عوامل انهيار نظام بشار الأسد تتسارع به نحو الهاوية في الوقت الراهن، مؤكدا أن على المجتمع الدولى مسؤولية تبني إعادة بناء سورية بعد انهيار النظام. ويقول كروكر إن هناك متسعا من الوقت أمام المجتمع الدولي للتعجيل بإيجاد نظام بديل، مضيفا أن سورية سوف تسترد عافيتها من جديد بمجرد رحيل الأسد وستكون إعادة البناء ميسرة، حيث سيمكن تكاتف المجتمع الدولي وتضامنه من القيام بهذا الجهد في البناء والتعمير. ويرى أن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دورا مهما في إعادة بناء سورية من جديد وأن هذه المهمة سوف تبدأ عمليا بمجرد انهيار نظام الأسد، لكنه يحذر من الموقف الروسي المخيب لآمال المجتمع الدولي بكامله ومساندته للنظام حتى آخر لحظة في عمره، معتبرا أن هذا الأمر غير أخلاقي في السياسة الدولية. وفي ذات السياق، يقول السفير روبرت بيرت المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي إبان فترة الرئيس جورج بوش الأب أن سورية بعد الأسد تتضح معالمها في الوقت الحالي بعد أن بدأ النظام يفقد عناصر رئيسية تخطط له وتقوم بحمايته في وقت بدأت عناصر أخرى في الانشقاق عنه والانضمام لصفوف الجيش السوري الحر. ويعتقد أن استمرار هذه الوتيرة من الانشقاقات والفقدان لعناصر الجيش النظامي السوري يقوض تدريجيا سيطرة النظام على أرض الواقع، لافتا إلى أن الأمر قد يحتاج إلى بعض من الوقت لسقوط النظام بالكامل. ويرى بيرت أن شوكة المعارضة السورية تتجه نحو الشرعية في الاعتراف الدولي بها والعمل على تقويتها من قبل عدد من الدول المحيطة بها وعدد آخر من دول العالم، الأمر الذى سيمكنها من السيطرة على أراض جديدة داخل سورية والحفاظ عليها. ويعتقد أن نظام الأسد الذي بات على وشك الانهيار فقد شرعيتة الدولية حيث باتت معظم دول العالم لا ترى في وجوده أي معنى للشرعية لنظام يستبيح قتل شعبه الأعزل بآلة عسكرية لا تفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ كبير طاعن فى السن، لذلك فإن دول العالم الحر تسعى جادة في الوقت الحالي لتقديم الدعم الكامل للجيش الحر لتمكينه من المزيد السيطرة والتحرك قدما للأمام. أما الدكتور هنري كوبر الباحث في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن فيقول إن إعادة دولة مدمرة بنيتها التحتية وبعد قتل الآلاف من أبنائها ونشر الرعب والخوف والقلق داخل قلب كل سوري يعيش على أرض سوريا ستكون مسؤولية المجتمع الدولي بكامله في إعادة بنائها من جديد بمجرد انهيار نظام الأسد وسقوط كافة أركانه. ولا يعتقد أن مثل هذا النظام سيستمر طويلا، فإن الكثير من الشواهد تؤكد على تداعيه وفقدانه للكثير من عناصر بقائه، لذا يرى بأن سقوطه بات وشيكا. لكن كوبر يتخوف أن يكون الموقف الروسي المؤيد للنظام السوري على طول الخط سببا في تمديد فترة بقائه لبعض من الوقت رغم أنه في نهاية المطاف لا بد له من الانهيار مهما كان الموقف الروسي مؤيدا له. وفيما يتعلق بإعادة الثقة لأبناء الشعب السوري فى إدارة المرحلة ما بعد الأسد يقول إنها الأكثر خطورة وأهمية لأن الشرخ الكبير الذى خلفه النظام لكل أبناء الشعب السوري قد يحتاج لمزيد من الوقت لعلاجه. لذلك يظل علاج المشاكل النفسية التى خلفها قتل الآلاف من أبناء هذا الشعب هو المشكلة الأكثر إلحاحا بعد رحيل النظام، إلا أن مساعدة المجتمع الدولى وتقديم العون لأفراد الشعب السورى سوف يمكنه من التغلب على هذه المعضلة.