السلوك هو جميع الأعمال والأفكار والتصرفات التي تصدر عن الفرد أو المجتمع، سواء كان سلوك ظاهرا أو سلوكا غير ظاهر، ويعرف السلوك بأنه كل ما يقوم به الفرد من تصرفات لتحقيق عمل اجتماعي أو عمل اقتصادي في شتى المجالات المختلفة. والسلوك يتكون من عدة أشكال فهناك السلوك الشرائي والسلوك البيعي والسلوك الاقتصادي والسلوك الاجتماعي والسلوك الخيري. ومن حيث الممارسة فهناك نوعان من السلوك الأول وهو المعروف بالسلوك الإيجابي والثاني يعرف بالسلوك السلبي. والسلوك الإيجابي تحكمه وتضبطه القيم والأخلاق والثقافة بالإضافة إلى التعاليم الإسلامية، فحينما يمتنع التاجر عن الغش في السلع أو يمتنع عن المبالغة في التسعير أو يتجنب الإعلانات الخادعة والكاذبة، فيكون مصدر هذا التصرف هو القيم الإسلامية وحسن الخلق. ويساهم شهر رمضان في توجيه وتهذيب السلوك نحو الأفضل بل ويدعو المجتمع والفرد الى تغيير السلوك نحو الأحسن حتى يرتقي سلوك الانسان إلى أعلى المستويات الإنسانية، فلو نظرنا إلى عناية شهر رمضان بالسلوكيات الفردية نجده يدعو إلى التسامح وقبول الخطأ من الغير حتى في حال وقوعه بقصد من ذلك الغير بل ويطلب عدم الدخول في منازعات مع الآخرين أثناء الصيام. كما يساهم شهر رمضان في توجيه السلوك الاقتصادي نحو فعل الخير والبذل والعطاء والإنفاق والصدقات والعناية بالمساكين لذلك نجد الكثير من الناس من أصحاب المال يكثرون من الصدقات ويدفعون الزكاة في شهر رمضان على اعتبار أنه موسم أعمال البر والخير ويتضاعف فيه أجر العاملين. وشهر رمضان أكبر مناسبة لإحداث التغيير في السلوك على المستويين الفردي والجماعي، ويتطلب أن يدرك الفرد هذا التغيير على اعتبار أن التغيير هو السلوك نحو الأفضل وهو السبيل إلى النجاح في أي عمل وهو الأمر الذي تسعى إليه المجتمعات المتقدمة، فلابد من وضع خطط طويلة المدى وبرامج قصيرة المدى لإحداث التغيير في السلوك، بحيث يلتقي هذا السلوك مع القيم الأخلاقية التي تعتبر المكون الأساسي لأي مشروع اجتماعي أو اقتصادي أو حتى تنموي. وقد قال الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا فهل يا ترى يمكن أن نستفيد من شهر رمضان في تغيير سلوكنا إيجابياً ونستفيد من الفرص الاقتصادية والاجتماعية والتربوية الموجودة في أيام وساعات هذا الشهر الكريم.. أتمنى وأرجو ذلك للجميع. رئيس مجموعة أبحاث الاقتصاد والتسويق [email protected]