تشارك قرابة 80 جهة خيرية وخاصة من داخل وخارج المملكة في معرض «ليالي رمضان في بلادي»، والذي افتتحته أمس الأول صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت سلطان بن عبدالعزيز، ونظمته شركة نيارة، ويستمر لمدة خمسة أيام تم تخصيصها للنساء فقط. وعبرت الأميرة نوف عن سرورها وسعادتها بما شاهدته من معروضات ومنتجات ساهمت في صناعتها أيد سعودية، توجت المعرض. وأوضحت سموها عقب افتتاح المعرض «ما شاهدته يؤكد لي دائما أن الفتاة السعودية قادرة على التطور والمساهمة في تنمية النهضة الاقتصادية في البلاد، وأشكر الأخت نوف بنت فيصل بن تركي على حرصها الدائم على تنظيم هذه المعارض لدعم الصناعات المحلية، وهذا ما ننتظره من البقية». وحول دور القطاع الخاص في دعم الجهات الخيرية خاصة الأسر المنتجة أكدت سموها أنهم ومن خلال مؤسسة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية يساهمون بشكل فعال في دعم مثل هذه الأمور لتشجيع كل أسرة على أن يكون لها دخل مادي ومعنوي، مشيرة إلى أن القطاع الخاص في المملكة له إسهامات في ذلك، ولكن ينتظر منه بذل المزيد في دعمهم ليس ماديا فقط بل تدريبهم وتوفير الفرص الوظيفية لهم. وأضافت صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت سلطان بن عبدالعزيز ل «عكاظ»، أن «ما شاهدته أثناء تجوالي في المعرض دليل قوي على تطور المعرض عاما تلو الآخر، إضافة إلى أن المعروضات من منتجات تشهد تزايدا وإقبالا من الآخرين أكثر من السنة التي قبلها، مما يثبت أن الناس أصبح لديها ثقة في المنتجات السعودية، كذلك ليكون محفزا ومشجعا قويا لهم سواء المشاركين في المعرض أو الزائرين على المساهمة في تشجيع الصناعات السعودية». وأشارت الأميرة لطيفة إلى أنه إضافة إلى الإقبال من الزائرات لمثل هذا المعرض يأتي دور القطاع الخاص ورجال وسيدات الأعمال والجهات الخيرية، مضيفة «نحن مثلا ومن خلال مؤسسات الأمير سلطان نقدم مثل هذا الدعم إضافة إلى التبرعات التي نقوم بها نحن أبناءه، رحمه الله، وأوجه الدعم متعددة في هذا البلد، ولعل أقربها وأبرزها مثل هذا المعرض الذي يقام سنويا، ونجد إقبالا متزايدا من المشاركين، وهذا يعني نجاح مثل هذه الخطوات لدعم المنتج السعودي». من جانبها تحفظت الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي رئيس مجلس إدارة شركة نيارة المنظمة للمعرض للسنة العاشرة على التوالي، على الإشادة بالمعرض، مشيرة إلى أنه من الصعب عليها كأهل للمعرض أن تثني عليه، والأفضل أن يقيمه الآخرون. وقالت ل «عكاظ»، «لكن الذي يسعدني هو تزايد عدد المشاركين هذه السنة عن التي سبقتها، ونحن دائما ندعم الجمعيات الخيرية والمؤسسات غير الربحية، بحيث خصص ريع هذا المعرض لدعم من 2 إلى 4 جمعيات خيرية، إضافة إلى أننا خصصنا ركنا لجمعية حرفة والأسر المنتجة، وقدم لهما الركن مجانا تشجيعا منا على أهمية دورها»، مشيرة إلى أن «هذا الأمر ليس بغريب علينا أبناء هذا البلد المسلم الذي تعلم من دينه وحكامه التراحم والترابط، فمن الطبيعي أن نقوم بذلك وهو أمر نسعد به وهو ما يقوم به الجميع من قطاعات حكومية وخاصة، وهذا من منطلق أهمية ترسيخ مبدأ المسؤولية الاجتماعية، وقبل ذلك الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى خاصة في مثل هذا الشهر الكريم». وبينت سارة الصالح عضو مجلس إدارة بنيان الخيرية والمشاركين لأول مرة في هذا المعرض لعرض منتجات الأسر التي تقوم الجمعية بدعمها، أن الجمعية عمرها لا يزال عاما، وترأس مجلس إدارتها ندى البواردي والتي لها مساهمات في العمل الخيري منذ 20 عاما، مشيرة إلى أن الجمعية كفلت 80 أسرة، وقامت بإسكانهم في 80 شقة عبارة عن أوقاف. وأكدت أنهم ومن خلال لجنة خاصة في الجمعية يتم دراسة حالة كل أسرة، «نقوم بتصنيفها ما بين إسكان أو تدريب أو تأهيل أو توظيف أو توعية، حتى تم توفير 50 وظيفة للجنسين، وكذلك توفير 50 منحة دراسية في الجامعات أيضا للجنسين، ولدينا مشروع مستقبلي هو القرض الحسن الذي بدون فوائد، حيث ننتظر أن يصل المبلغ إلى مليون ريال، بحيث يتم تقديم قرض لكل أسرة محتاجة على أن لا يتجاوز الثلاثمائة ألف ريال لبناء مسكن، ويقل المبلغ إذا كانت هناك نية لشراء سيارة، ونركز في الوقت الراهن على السكن والمواصلات، وبعد تأكدنا من نجاح التجربة بعد ستة أشهر سيتم تقديم قرض لمثل المشاريع المتوسطة والصغيرة». وحول مشاركتهم في المعرض أضافت «شاركت قرابة 50 أسرة بمنتجاتها مثل الرسم على الزجاج والخياطة، ولمسنا ولله الحمد إقبالا من الزائرات». قدرة ومواهب وفي داخل المعرض بدت السعادة على المشاركات اللاتي عبرن عن فخرهن بالمشاركة في عمل يجسد قدرة الفتاة السعودية على العمل، ويظهر مواهبها. وأوضحت مصممة الأزياء السعودية عائشة الحارثي أنها تشارك للسنة الرابعة على التوالي من خلال تصميمها للجلابيات الخليجية، مؤكدة أن هناك إقبالا من الزائرات مما شجعها على الاستمرار في المشاركة، موضحة أن «أسعار الجلابية الواحدة تتراوح ما بين ألفين إلى ألفين وخمسمائة ريال، نظرا إلى أنها حياكة يدوية مما تتطلب جهدا مضاعفا». وترى سهى القصبي خريجة كلية الحاسب والحاصلة على دبلوم من كلية الطهي، والتي قدمت من الشرقية برفقة والدتها وأخواتها للمشاركة، أن بدايتها قبل خمسة أشهر بمشروع لقي رواجا في الشرقية، كان المحفز والمشجع لها في الحضور إلى الرياض، والمشاركة في المعرض، مشيرة إلى أن مشروعها عبارة عن عمل مخللات وبهارات منزلية أعدتها بنفسها في المنزل بطريقة نظيفة ومتقنة، مبينة حجم التجاوب معها من قبل عائلتها، معربة عن أملها في تطوير مشروعها، حيث يصل سعر العلبة التي تزن 700 مل نحو 70 ريالا، والتي تزن 500 مل إلى نحو 50 ريالا، فيما سعر السلة الكاملة بمحتوياتها لا يتعدى قيمتها 880 ريالا.