أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن سفارة خادم الحرمين الشريفين في دكا أكدت أن السلطات البنجلاديشية أبلغت السفارة بالقبض على أيادي الغدر التي أقدمت على اغتيال الدبلوماسي السعودي خلف العلي في دكا قبل أربعة أشهر، مبينا أن القتلة أربعة أشخاص من أرباب السوابق وقطاع الطرق. وأكد الأمير سعود الفيصل أن المملكة كانت على ثقة تامة بقدرة السلطات المعنية في جمهورية بنجلاديش الشقيقة على تعقب الجناة والإطاحة بهم. وأعرب عن شكر حكومة المملكة للحكومة البنجلاديشية لما بذلته على أعلى المستويات للوصول لهذا الإنجاز الأمني، وأن حكومة المملكة تأمل أن ينال الجناة الجزاء العادل والصارم لقاء ارتكابهم هذه الجريمة النكراء. من جهة أخرى كشفت السلطات البنجلاديشية عن إلقاء القبض على قتلة الدبلوماسي السعودي خلف بن محمد العلي (45 عاما)، وهم أربعة جناة جميعهم من الجنسية البنجلاديشية، وذلك بعد 4 أشهر من اغتياله في الحي الدبلوماسي بمنطقة قولشان2 في العاصمة دكا. وأعلن النائب المفوض عن مخابرات الشرطة البنجلاديشية ملا نصر الإسلام صباح أمس أن الشرطة ألقت القبض على الجناة يوم الثلاثاء قبل الماضي، حيث أخضعوا للتحقيق على مدى ثمانية أيام، انتهت باعترافهم بقتل العلي بواسطة سلاح مسدس من عيار 22 مليمتر، بعد أن كانوا ينوون سرقته أثناء ممارسته رياضة المشي عائدا من ضفة النهر عند الحي الدبلوماسي. التوصل إلى الجناة وعن سيناريو الوصول إلى الجناة، أوضح النائب المفوض أن الشرطة اعتقلت جانيا كان يحمل مسدسا وطلقات من عيار 22 مليمتر في أحد أحياء العاصمة، فاشتبهت بأنه على صلة بقتل الدبلوماسي العلي، عندها تدخلت المباحث وتحرت الأمر، وطلبت تشخيص المسدس وعرضه على الطب الشرعي، الذي أكد بدوره أن المسدس هو نفسه الذي استخدم في قتل العلي. أول الخيوط وأضاف: واعترف المشتبه به خلال التحقيقات الأولية بالجناية، وأفصح عن أن هناك ثلاثة آخرين اشتركوا معه في الجريمة، عندها قامت السلطات الأمنية بتكثيف البحث عنهم في كافة مفاصل العاصمة وأحيائها، حتى تم التوصل إليهم، فأودعوا السجن الاحتياطي حتى انتهاء التحقيقات معهم. وأوضح النائب المفوض أن الشرطة ضبطت سيارة بيضاء من نوع «مانديكي» في منطقة كانتون دكا، كان الجناة يستقلونها أثناء تنفيذهم عمليتي السرقة والقتل. وكشفت الجهات الأمنية عن هوية الجناة الأربعة، وهم سيف الإسلام مأمون (20 عاما)، رفيق الإسلام خاكون (22 عاما)، علي أكبر لالو (25 عاما)، أمين (25 عاما). اعترافات الجناة وجاء في اعترافات القتلة الأربعة أنهم أثناء محاولتهم سرقة ما يحمله العلي قاومهم ولم يتمكنوا من السيطرة عليه، ما دفع أحدهم لتسديد طلقة من مسدس، اخترقت جسده من الناحية اليسرى لصدره، سقط على إثرها مغشيا عليه، عندها لاذوا بالفرار وغادروا الحي في الحال. تعهدت فأوفت وأوفت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة واجد بما تعهدت به سابقا باستمرار حكومتها في البحث والتحقيق للتوصل إلى مرتكبي جريمة اغتيال الدبلوماسي العلي، حيث وصفت الشيخة حسينة في لقائها بسفير خادم الحرمين الشريفين لدى بنجلاديش ونيبال الدكتور عبدالله البصيري بتاريخ 13/04/1433ه الحادث ب«المأساوي والمؤسف». آسفون على الحدث وكانت وزيرة الخارجية البنجلاديشية ديبو موني قد أبدت أسفها في حوار خاص ل«عكاظ» لوقوع هذه الحادثة، والتزمت بأن السلطات المعنية سوف تقلب الحجار بحثا عن قتلة العلي، مستبعدة أن تترك الحادثة أي أثر سلبي على العلاقات الوطيدة بين المملكة وبنجلاديش. لا نقبل المساس بأمن بعثاتنا وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني قد أوضح ل«عكاظ» في حوار سابق أن موقف المملكة تجاه هذه القضية واضح، ويتجلى في أن المساس بأمن البعثات الدبلوماسية يعد خرقا للأمن الداخلي للدولة المضيفة بالدرجة الأولى، وكشف حينها عن إعداد خطة أمنية شاملة لتأمين حياة الدبلوماسيين منذ وصولهم وحتى مغادرتهم. كما ثمن الدكتور مدني اهتمام «عكاظ» في متابعة قضية اغتيال الدبلوماسي خلف العلي في بنجلاديش، وقال «أشكركم وجميع العاملين في جريدة «عكاظ» على تعازيكم في وفاة الدبلوماسي خلف العلي - رحمه الله - الذي اغتالته أيادي الغدر في دكا، واهتمامكم بمتابعة هذه القضية». «عكاظ» في الحدث وكانت «عكاظ» قد تابعت مجريات البحث والتحقيق مع الجهات الأمنية البنجلاديشية ووفد الخبراء الأمنيين الذي سافر إلى دكا لمتابعة التحقيقات في مقتل الدبلوماسي، حيث اغتيل العلي عند الساعة الواحدة من صباح يوم الثلاثاء 13/04/1433ه، في الشارع رقم 117 بالحي الدبلوماسي، وتحديدا على بعد 38 مترا من منزله، أثناء ممارسته رياضة المشي، وذلك بعد ساعتين من مغادرته المنزل. وتبين من مسرح الجريمة أن الطلقة غارت في صدر العلي من الناحية اليسرى واستقرت عند كليته اليمنى، سقط على إثرها على حافة الشارع بجوار كومة ترابية، ليرتكز رأسه على حائط البناية، وهو لا زال على قيد الحياة، إلى أن أبلغ أحد حراس القنصلية البرتغالية الفخرية الملاصقة للمبنى عن سماعه صوت إطلاق نار، لتتحرك فرقة من شرطة قولشان، مستطلعة مصدر إطلاق النار، فوجدت رجلا طريحا على الأرض في حالة إغماء تام. وسارعت الشرطة بنقله عبر سيارة الأمن إلى مستشفى يونايتد الأهلي، لكنه فارق الحياة هناك. وفي يوم الثلاثاء 11/05/1433ه وصل إلى بنجلاديش ثمانية خبراء سعوديون لمتابعة التحقيقات في مقتل العلي، وعقدوا اجتماعا مفصليا مع وزير الداخلية في اليوم التالي. أشقاء العلي وابنه الوحيد ل «عكاظ»: لن نتنازل .. وننتظر الإعدام أجزل خالد العلي شقيق الدبلوماسي الراحل باسمه ونيابة عن أسرته الشكر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ولسمو وزير الخارجية وسمو نائبه على التوجيهات الكريمة بالمتابعة الدقيقة والمستمرة للوصول إلى قتلة أخيه العلي، وقال: «إن سخاء رعايتهم وعنايتهم ومواساتهم إيانا منذ الحدث خفف علينا المصاب الجلل، وكنا مؤمنين أن الحق لن يضيع بمشيئة الله تعالى ثم بالجهود التي بذلتها الحكومة السعودية». وأضاف: إن اتصالاتهم بنا لم تنقطع طيلة هذه المدة، وقد استشعر المسؤولون في وزارة الخارجية وقع هذه الجريمة في نفوسنا، فكان سؤالهم عنا بلسما يخفف علينا الحزن، حيث كانت الاتصالات تتردد بين فترة وأخرى من قبل الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف، وأخيه الأمير سلطان بن محمد، ووكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية الأمير محمد بن سعود بن خالد. وأثنى شقيق الدبلوماسي العلي على تفاني سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بنجلاديش ونيبال الدكتور عبدالله البصيري في متابعة القضية، وتواصله المستمر معنا في كل جديد يطرأ على الملف. وعن معرفته نبأ القبض على الجناة، قال خالد العلي إنه تلقى اتصالين صباح أمس من السفير البصيري ومن الوزير المفوض بوزارة الخارجية عبدالرحمن الشهري، أبلغاه فيهما بأن قاتلي أخيه في قبضة الأمن. وأضاف: «أسرعت وأبلغت أشقائي وأسرتي، فما أن سمعوا النبأ حتى اختلط البكاء بفرحة بلوغ الحق». وشدد الأشقاء خالد ورافع ونايف في حديثهم على إصرارهم وصمودهم لينال الجناة جزاءهم بالإعدام، فقالوا «إنهم حرمونا من أخينا الأكبر، الذي قام على تربيتنا وأعالنا بعد وفاة والدينا ونحن أطفال، فضلا عن أنهم حرموا أبناءه من أبيهم، وقد انتهكوا كل المبادئ الإسلامية والقوانين والأعراف الدولية»، وتساءل خالد «ماذا يريدون من قتل رجل ليس لديه سوى ملابسه الرياضية التي كان يرتديها؟». وقال ناصر العلي الابن الوحيد للدبلوماسي «إن رحيل أبي ترك فراغا واسعا في البيت، وقد استشعر الجميع فقده، لذا لن يهدأ لي بال حتى أرى الجناة الأربعة وهم يقدمون للعدالة».