لم يكن الجدل الذي صاحب عملية إنتاج وعرض الحلقات الأولى من مسلسل «عمر» مستغرباً في مثل هذه الأعمال المتعلقة بتجسيد الشخصيات الإسلامية درامياً، ففي عام 1977م وعقب الانتهاء من تصوير فيلم الرسالة للمخرج السوري الشهير الراحل مصطفى العقاد ،،والذي تم تصويره مابين المغرب وليبيا تم إرسال نسخة من الفيلم إلى مصر للاطلاع عليها وإبداء الرأي . في تلك الفترة كان الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- وزيراً للأوقاف في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وفي أكاديمية الفنون المصرية شاهد الشيخ الشعراوي الفيلم برفقة عدد من العلماء ورجال الصحافة والفن وقال على أثر ذلك أنه معجب بالفيلم طالباً إجراء بعض التغييرات البسيطة والمتمثلة في بعض الأخطاء التاريخية ولم تتجاوز ملاحظاته رحمه الله آنذاك الأربع ملاحظات. وهذه القصة التي أوردناها هنا لم تكن إلا تدليلا على أن الجدل الدائر حول مسلسل«عمر» الذي يتناول حياة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يكن استثناء في التعرض للهجوم والتشكيك به في تاريخ الدراما العربية المتعلقة بتجسيد الشخصيات الإسلامية، فقد سبق ذلك جدل حاد لم يخل من التحريم والمنع في أحيان كثيرة ومن مراكز إسلامية معتبرة في العالم الإسلامي كالأزهر الشريف . وعلى سبيل المثال سبق لشيخ الأزهر د. عبدالحليم محمود عندما قدمت له فكرة فيلم الرسالة، في العام 1974م أن أصدر بياناً وقعه معه مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة جاء فيه «نعلن عدم الموافقة على إنتاج فيلم بعنوان (محمد رسول الله) أو أي فيلم يتناول بالتمثيل- على أي وضع كان- شخصية الرسول- صلى الله عليه وسلم- أو شخصيات الصحابة- رضي الله عنهم»، معللاً هذا الرفض القاطع والمبدئي- للفيلم- أو للأفلام المماثلة- بأن ذلك يحط من قدر هذه الشخصيات المقدسة في نظر المسلم، وأورد لذلك عددا من الأسباب، ودعا البيان حكام المسلمين وولاة أمورهم بل الأمة كلها لإيقاف العمل بهذا الفيلم! فاستجاب الملك الحسن الثاني ملك المغرب الراحل لنداء الشيخ محمود ومنع تصوير الفيلم في المغرب! كما كان مقررًا، ولذلك تم استكمال التصوير في ليبيا.