المشهد السوري الحالي ينذر بالخطر الكبير، وكان بوسع النظام السوري فى وقت ما أن يعالج الموقف، وأن يظل فى السلطة مع الإقرار بتداولها. ولكنه استمر في عنجهيته، وأصبحت إزالته مطلبا أساسيا لأسباب كثيرة أولها أنه نظام طائفي، وأن سياساته الطائفية أضرت بالمصالح العليا السورية كما أنه تحالف مع إيران وحزب الله، وأماط اللثام عن توجهاته الطائفية. وبعد حادث تفجير مقر الأمن القومي فى دمشق الذى راح ضحيته نخبة من القيادات الأمنية خاصة وزيرا الدفاع والداخلية. وهما القوتان الأساسيتان والركيزتان للنظام السورى، وظهور الجيش السوري الحر على الحدود مع العراق والأردن، عادت إسرائيل مرة أخرى تتحدث عن سيناريو للتدخل العسكري فى سورية. صحيح أن المشهد السوري من أهم اهتمامات إسرائيل بعد المشهد المصري لكن المشهد المصري يمكن ضبطه بالاستعانة بواشنطن. أما المشهد السوري فيبدو أن إسرائيل شعرت أنها بحاجة إلى المزيد من اللعب المباشر فيه، وكان عنوان هذا الملف هو أن النظام يتهاوى ولكنه يريد أن ينتقم من كل الذين عادوه، وأنه يفترض بعد اعتراف حسن نصرالله بأن صواريخ المقاومة ضد إسرائيل هي صناعة سورية أن النظام سيسلم حزب الله ترسانته من الأسلحة الكيماوية مما يهدد إسرائيل فى مرحلة ترتيب أوضاع ما بعد الأسد. ونعيد إلى الأذهان أن قصة الأسلحة الكيماوية أثارها الناتو للتدخل المباشر فى ليبيا من قبل، ومعنى ذلك أن حربا مباشرة سوف تنشأ بين إسرائيل وحزب الله فى سورية وبسببها. إن حساسية المنطقة تجاه إسرائيل وتدخلها يختلف تماما عن حساسيتها تجاه الناتو. بعبارة أخرى ومع اختلاف التحليلات نعتقد أن الأوضاع فى سورية تتجه نحو النهاية، وصوب ضياع الوطن وتقع مسؤولية ذلك كاملة على نظام الأسد الذى أدى تعنته وضيق أفقه إلى أن يتسع الرتق على الراتق . لقد عجز النظام عن أن يفهم أن القسوة والقتل واستخدام الجيش ضد الشعب هو بداية النهاية، ومن الحماقة استخدام جيش الشعب ضد الشعب وعلى النظام دفع ثمن هذه الحماقة.