سمعت مؤخرا خبر إصابة الروائي الشهير غابريل غارسيا ماركيز بمرض الزهايمر، ورغم أن ماركيز ليس هو الشهير الوحيد الذي يصاب بهذا المرض فقد أصيب به قبله رونالد ريجن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ومارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا وشقر راي روبنسون الملاكم المشهور وغيرهم، إلا أني بقيت صامتة طويلا بعد سماعي الخبر. ماركيز رمز من رموز القوة الإبداعية الفكرية وأن يصاب بمرض يعطل الفكر ليتحول تدريجيا من رمز فكري إلى رمز للضعف الذهني وغياب القوة الإدراكية، هو خبر يستدعي الوقوف والتأمل!! كم هو الإنسان مخدوع بذاته!!، يخدعه أن يرى نفسه مكتمل القوى موفور الصحة حاضر الذهن، فيغيب عنه أو يتناسى أنه في حال لاضمان لبقائها. كم هم المبدعون والمفكرون والفلاسفة والسياسيون والاقتصاديون وغيرهم ممن ميزهم الله بمواهب منحها لهم تتجلى فيها القوة بمختلف أنواعها كالنجاح والشهرة والجمال والثراء والإبداع وغير ذلك، ثم تنقلب بهم الحال فيبيتون في حال مضادة من الهوان والضعة ما كانت لتخطر ببالهم!! غرور الإنسان يجعله يستبعد أن يكون على غير ما هو عليه من حال القوة. فسبحان الله خالقنا!!. مرض الزهايمر داء يتجسد في تآكل خلايا أعصاب المخ فتأخذ بالتناقص التدريجي مخلفة وهنا ذهنيا لدى المصاب يظهر في صورة قصور في الذاكرة وتشتت في الذهن وعجز عن التركيز أو التمييز وتداخل الصور والمعالم واضطراب المعلومات وتشوشها وغير ذلك من صور القصور الذهني. ما الذي يسبب المرض؟ لا أحد يعرف. هل يمكن تحاشي الوقوع فيه؟، لا أحد يقطع بذلك. هل هو وراثي؟، ربما. هل يمكن معالجته أو الحد من تقدمه؟، لا يوجد ما يؤكد ذلك. صورة مظلمة لهذا المرض البغيض، وكل الأمراض بغيضة. في الماضي كان الناس يشعرون بشيء من الطمأنينة تجاه الإصابة بهذا المرض فقد ظلوا قرونا طويلة يظنون أن ما يعتري بعض المتقدمين في السن من خلط ذهني ما هو إلا حالة (خرف) ترافق الشيخوخة وطالما أنهم بعيدون عنها فهم آمنون منه. ولكن طبيب الأعصاب الألماني الويس الزهايمر، قبل ما يزيد على مائة عام نغص على الناس اطمئنانهم عندما تمكن من رصد أعراض المرض ووضع له تشخيصا يعرف به وأفسح المجال للأطباء من بعده ليتتبعوا تطورات المرض وكشف المزيد من خفاياه، فوقعوا على حقيقة أقلقت الناس وخطفت منهم ذلك الاطمئنان الذي كانوا يعيشون فيه، قالوا إن المرض ليس كما يظن الناس مقصورا على الشيوخ وحدهم، حتى وإن كانت أغلبية الإصابات تحدث لدى الشيوخ، فهو قد يصيب أيضا أولئك الذين ما زالوا في الخمسينات أو قبلها. يالعقل الإنسان الغامض!!. استطاع ترويض الأرض وتحطيم جاذبيتها حتى تمكن من اقتحام القمر ومصادقة المجرات ومرافقة الشهب، ثم يعجز عن أن يذود عن نفسه شرا يتسلل إليه دون أن يشعر!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة