لو سألت أي متابع للدوري السعودي، من أكثر اللاعبين السعوديين مؤهلاً للاحتراف خارجياً، لكانت معظم الإجابات لصالح المدافع أسامة هوساوي. وهذا بالفعل ما حدث بانتقال هوساوي للاحتراف في الفريق البلجيكي العريق اندرلخت والذي سينافس في البطولة الأقوى على مستوى العالم دوري أبطال أوروبا. ولكن الأنباء الواردة من هناك والتي تتناقلها وسائل الإعلام مؤخراً بعودة هوساوي للدوري السعودي بعد عدم اقتناع المدرب بقدراته تضع أكثر من علامة استفهام حول أهلية اللاعب السعودي لاحتراف الخارجي!. ولعل ما يؤكد تلك الأنباء هو بقاء هوساوي على مقاعد البدلاء في مباراة السوبر البلجيكي أمس الأول والتي فاز بها اندرلخت وحمل كأسها هوساوي كأول لقب للاعب سعودي على المستوى الأوروبي. اللاعبون السعوديون مروا بعدد من التجارب الاحترافية في الخارج لعل معظمها لم يكتب لها النجاح لأسباب مختلفة، وكان العنوان الأبرز لم ينجح أحد. والسؤال هل ينقص اللاعب السعودي الجانب المهاري أو البدني لتحقيق النجاح في المسابقات الأوروبية؟ بالتأكيد الجانب البدني ينقص أغلب اللاعبين السعوديين والأهم من ذلك كله هو عدم القدرة على التعايش بعيداً عن الوطن في مجتمع مختلف من حيث العادات والتقاليد. كثيراً ما يضرب المثل باللاعبين الأفارقة من حيث القدرة على تحقيق النجاح في الملاعب الأوروبية والحقيقة التي لا تقبل الجدال أن هناك فارقا بين الحلم والهم، فاللاعب الأفريقي يذهب لأوروبا وهو يحلم بالعيش في دولة أوروبية بعيداً عن بلاده، بينما اللاعب السعودي وبشكل عام المواطن السعودي لا يستطيع البقاء طويلا بعيداً عن بلاده فهم الغربة يبقى ملازماً له، وربما يكون لتقارب المجتمعات نظراً للعولمة التي تجتاح العالم دور كبير ومؤثر في مساعدة اللاعبين السعوديين للاحتراف خارجياً مستقبلا، أما الجوانب الأخرى فربما بخطط طويلة مدروسة بدءاً من النشء تقضي على النواقص الفنية التي يعانيها لاعبونا. الثلاثي ممثلونا في دوري أبطال آسيا 2012 لم تحسم بعد أمر اللاعبين الأجانب رغم بقاء ثلاثة أيام فقط على إقفال فترة التسجيل.