حذر مراقبون كافة المستهلكين في رمضان من (وانيتات) السوبيا العشوائية ومخاطرها الصحية وذكر استشاري مكافحة العدوى والوبائيات في صحة جدة الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني أن مشروب السوبيا العشوائي الذي يسوق في العربات وعلى الأرصفة تشكل تهديدا مباشرا لصحة المستهلك وسلامته ويعرض مستخدمه في بعض الأحوال إلى الكبد الوبائي من الفئة أ. وخص الاختصاصي بالتحذير العربات المجهولة ناصحا المستهلك شراء المنتج من الصناع المعروفين. يأتي التحذير على خلفية الإقبال منقطع النظير على المشروب الشعير الشهير في مختلف المناطق، لكن جدة مثل مكة تحتل الصدارة في الشغف بالسوبيا الذي تخصص أهل مكة في صنعه وإعداده داخل منازلهم أو متاجر متخصصة اكتسبت شهرتها من جودة الصنع ومذاقه الجيد. حيث يستحضر المشروب من الشعير والدقيق الأسمر ويخلط مع الألوان الطبيعية والزبيب والفواكه. اضطرابات معوية يضيف الدكتور الحلواني في جميع الحالات فإن السوبيا الذي يباع بواسطة السيارات والعربات المتنقلة يدخل الماء في تركيبته الأساسية، وفي غالب الأحوال بعضها مجهولة المصدر من بائع قليل الخبرة هدفه الربح والتكسب بصرف النظر عن وفرة اشتراطات ومعايير الصحة والسلامة العامة وهذا النوع من السوبيا قد يؤدي إلى حالات إسهال واضطرابات معوية نتيجة تلوث الماء لعدم معرفة مصدره. وأشار الدكتور حلواني إلى أن جودة المياه المستخدمة ونظافتها عامل أساسي للوقاية من الأمراض، فالمياه سهلة التلوث بالعديد من الميكروبات، إما في مكان التخزين أو في وقت التصنيع للسوبيا. وعلى رأسها الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي (أ) والمؤدي إلى الإسهال المصحوب بالحرارة المرتفعة وقد يؤدي للجفاف والمنتهي بكسل وظائف الكبد حيث تزداد ضراوته مع كمية التلوث للمياه المستخدمة، إذ أن مزج وعصر السوبيا عادة يتم باستخدام الأيدي العارية، فتلوث السوبيا بالبكتريا ليس أمرا مستبعدا وقد تكون لبعضها أعراض شديدة خاصة لدى كبار السن والأطفال فهم أكثر الفئات عرضة للجفاف واحتمالية فساد أعضائهم. سؤال بلا إجابة يستطرد استشاري مكافحة العدوى والوبائيات في صحة جدة الدكتور حلواني قائلا «لو سألنا أحد هؤلاء الشباب الذين يسوقون السوبيا على الأرصفة من أين جاءوا به وكيف صنعوه ما استطاع الإجابه، لأن البعض منهم يقوم بالبيع فقط بعد الشراء من موزع آخر، وكل ما يستطيع القول إنه من مكةالمكرمة ومن الموزع الرئيسي، وإن صح ما قالوه فكيف تم نقل هذه الكميات الكبيرة وكيف تم حفظها وأين مع درجات الحرارة العالية ومن اي وقت؟) يواصل الدكتور حلواني ويضيف أن لكل مادة غذائية سواء أكانت طعاما أو شرابا درجة حفظ معينة وصلاحية محددة بوقت معين. الخطورة في الماء يحذر الدكتور حلواني من هؤلاء الباعة لأن حدوث تلوث الماء وقت العصر للشعير يكون على كامل الكميه وليس على كيس واحد، حتى لو شكا مستهلك فإن الإثبات يصبح من الصعوبة بمكان لأن المنتج يتم تداوله بين أكثر من موقع، فالأفضل إعداد المشروب في المنزل لضمان تطبيق الاستراتجيات الصحية بشكل صحيح أو شرائها من مكان معروف لديه تصريح لبيع العصائر، وينطبق الكلام على جميع المشروبات التي تباع مع السوبيا كالزبيب والتمر الهندي وخلافها، كما لا يفوت التنويه بأن هناك توجيها من وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى جميع الأمانات بتكثيف أعمال الرقابة الصحية على الأغذية والعصائر في شهر رمضان عن طريق التحاليل المخبرية للأغذية والمشروبات ويتساءل حلواني مجددا، كيف يتم ذلك على بائعي السوبيا الجائلين والذين صدرت التوجيهات الصريحة بعدم السماح لهم البيع في الطرقات والشوارع العامة؟ ويخلص حلواني إلى القول «الأكلات والوجبات والمشروبات الرمضانية مع كل شعبيتها وارتباطها الوثيق بالشهر الفضيل يجب أن يتم الحصول عليها من أماكن معروفة ومحددة ذات اشتراطات صحية واضحة وعاملين مؤهلين صحيا لذات العمل حتى ينعم الجميع بشهر خال من الأمراض.