ها هو سيد الشهور، رمضان الخير والإيمان، رمضان التعبد والروحانية والقراءة والفتوحات الإسلامية المباركة. يهل علينا بآمال وأحلام كبيرة، يهل علينا من جديد ولنا أحبة ربما صاموا معنا في رمضان الماضي، ويغيبون عنه وعنا في هذا العام.. رحم الله جميع المسلمين: الأموات والأحياء. يأتي رمضان المبارك، وهو يدعو لنبذ الأحقاد والخلافات وليس الاختلاف.. فالاختلاف شيء محمود ومطلوب لبناء الأوطان وتقوية الجسد الواحد. يأتي رمضان السلام ونحن أحوج ما نكون إليه، لتكريس مفهوم الوحدة الوطنية والابتعاد عن التشنج والدعوات الإقليمية والطائفية والعشائرية الضيقة. ** يأتي رمضان البياض وبعض الدول العربية في مخاض عسير، وأوضاع داخلية لم تستقر وربما لن تستقر في الفترة القريبة المنظورة على مدى عقد من الزمان، بعد رياح التغيير العربي، و «الفوضى الخلاقة».. وهناك أنظمة سقطت ولكن بقي الأصعب للحكام الجدد، وهو النجاح في بناء وترميم روح وحجرات الوطن من جديد، وكسب ثقة المواطن، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، وتزداد تأزما مع مرور الوقت.. ** يأتي رمضان، شهر الانتصارات العربية والإسلامية، وهناك أنظمة في طريقها للسقوط، وأهل لنا في سوريا يدفعون ثمن الحرية منذ أكثر من عام بصدر عار، ويفترض أن ينعموا بالحرية والأمن والسلام الداخلي كالشعوب الأخرى الحرة في جميع أنحاء الكرة الأرضية.. يأتي رمضان، والسيد بشار الأسد، آخر زعيم جمهورية ملكية استبدادية عربية، وهو الطبيب الذي يفترض أن يشخص المرض ويوجد العلاج، يثبت أنه لا يقرأ التاريخ جيدا، بل هو فاشل في قراءة التاريخ، لم يستوعب ما حدث في جمهوريات الربيع العربي وكيف كان السقوط المدوي لتلك الديناصورات. ها هو رمضان يأتي، والثورة تصل إلى العمق السوري، تصل إلى قلب دمشق وتقتص من بعض جلادي الشعب الأعزل، وتقترب ساعة الحسم، فنرى بعض عسكر النظام، يفرون من هنا وهناك بعد أن رأوا سفينة النظام تجنح إلى الغرق. ** يأتي رمضان في وقت حار وحار جدا يتطلب منا الكثير من العمل والتعاون والحب الإنساني والوطني، وكل رمضان والوطن والجميع بألف خير. [email protected]