• تظل بيوت الشباب التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب أحد أهم المراكز الشبابية التي كان لها دور بارز في رعاية الشباب والاهتمام بهم، كما كان لها اليد الطولى في تبني المواهب الصاعدة وتشجيعها، غير أن استمرارها على وضعها الذي لم يتغير منذ نشأتها وحتى تاريخه، يتطلب إعادة النظر إليها مرة أخرى لتفقد أحوالها، وترتيب ما يجب ترتيبه وإصلاح ما يمكن إصلاحه. ولا أعتقد أن هنالك من هو أجدر بمهمة إعادة النظر هذه أكثر من سمو الأمير الشاب نواف بن فيصل وفريق عمله بمقام الرئاسة. لذلك فبيوت الشباب الآن بحاجة ماسة لغربلتها عن بكرة أبيها، وإعادة تهيئة البنية التحتية لها بكل مكوناتها، وإعادة الروح إليها بإقامة الأنشطة والملتقيات الشبابية، مؤملا في الوقت ذاته أن تتبنى الرئاسة العامة لرعاية الشباب مشروعا طموحا لتطوير بيوت الشباب يأخذ بعين الاعتبار ثلاثة أمور هامة: أولها.. إجراء دراسة مسحية على واقع بيوت الشباب الحالي، من حيث البنية التحتية وما تحتويه أولا، وواقع الأنشطة التي تمارس فيها ثانيا، على أن يقوم بهذه الدراسة عدد من المختصين بالرئاسة، ولا مانع من الاستعانة بأساتذة الجامعات الضالعين في هذا الجانب. وثانيها.. القيام بتكوين اللجان الفاعلة المشهود لها بالعمل والإتقان والإنجاز؛ لتفعيل التوصيات التي ستتوصل إليها الدراسة المسحية المذكورة أعلاه، شريطة أن يشارك في هذه اللجان عدد من الشباب الفاعل من كافة مناطق ومحافظات وقرى المملكة. وثالثها.. إعادة النظر في منسوبي بيوت الشباب، من حيث (التأهيل المناسب، تحسين المستويات الوظيفية بالترقية وإعطاء الحوافز، والتدوير حسب الحاجة). وعند الانتهاء من هذه الخطوات الثلاث، أقترح على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تتبنى إقامة ملتقى سنوي متنقل بين كافة المدن والمحافظات.. يدعى إليه الشباب بكل فئاتهم العمرية للتحاور والتناقش في أي موضوع يكون محورا لهذا الملتقى الذي ستحتضنه بيوت الشباب المعنية بالتطوير أعلاه .. ومثل هذا الملتقى أعتقد أنه سيكون فرصة مناسبة لالتقاء شباب الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وتوثيق عرى التواصل فيما بينهم من جانب، ومن جانب آخر معرفة ما يحملونه من أحلام وآمال وتطلعات، بانتظار التنقيب عنها وإشهارها والتصفيق لها ودعمها بما يتناسب مع جودة الطرح وإمكانية التنفيذ. تغريدة الشباب هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن، فما أجمل العمل من أجل استثمار هذه الثروة.