البعض من الناس يحمل دور التضجر من حياته ويرى أن ما يحدث له من تعاسة إنما هو من سوء حظه في هذه الدنيا وأول ما يخطر على باله هي كلمة «أنا منحوس»، متناسيا حكمة المولى عز وجل ليرى مدى صبر عبده وقوة إيمانه. وفي المقابل نجد البعض الآخر أن حياتهم مليئة بدور الصعاب نجدهم بين المستشفيات والأطباء باحثين عن العلاج وعلى الرغم من ذلك ابتسامتهم لا تفارق وجوههم مرطبين ألسنتهم بقول «الحمد لله» صابرين محتسبين الأجر والفرج بالشفاء من الله تعالى. صنف ثالث رسم لنفسه خط واحد دون تغيير فأخذ بذلك دور الشاكي والمتأفف من كل شيء «أف طفش» جاهلا أنه هو من قرر أن يعيش على هامش الحياة. في المقابل يترجم فيلم حياة الإنسان وما يحمل من تنقلات بين أحداثه برسمة تخطيط القلب تماما فهي لا تستقر على وتيرة واحدة وإنما تمر بالعديد من الخطوط المتعرجة والمتغيرة مابين صعود بالفرح ونزول بالحزن. يا ابن آدم.. الزيتون عندما يضغط عليه يأتي لنا بالزيت الصافي، والفواكه عند عصرها تأتينا بألذ العصائر, كذلك هي الحياة.. فإذا شعرت بمتاعبها تضغط عليك وهمومها تعصر قلبك فلا تحزن فربما اشتاق الله لسماع صوتك وأراد بحكمته أن يخرج أحلى ما في قلبك من دعاء جل في علاه، فالتجأ إليه، وأنت تدعوه.. لا تنتظر السعادة حتى تبتسم ولكن ابتسم حتى تكون سعيدا. فكل يوم تعيشه يا ابن آدم هو هديه من الله فلا تضيعه بالخوف من المستقبل أو الحسرة على الماضي فقط قل«توكلت على الله وفوضت أمري إليه» وعش حياتك في رضى. رانية العمودي