قد تسألون ما هو ذاك المقعد الذي أتمنى الآن الجلوس عليه فقد تنوعت المقاعد منها مقعد الطائرة والذي يتمنى الكثير عدم فراقه ومنها مقود السيارة وما يتبعه من خلاف على من يجلس فوقه ومنها مقعد الأجر والذي يحظى به ذلك المحتسب الذي حرم نعم السير على أقدامه ومن تلك المقاعد وأبرزها مقعد المدير والذي يزهو به الكثير والذي يشكل فلكا يدور حوله من يتكففون رغد العيش من تحته، وبعد سرد وذكر عدد من تلك المقاعد وهي ليست ذاك المقعد الذي كنت في يوم من الأيام أتمنى فراقه وأدعو الله بوداعه ذلك أنه مقعد التعليم والذي أتمنى أن أعود إليه، بصراحة لا لغرض التعليم وإنما لما أشاهده من خدمات مميزة وعالية الجودة من إجازات متعددة وبسط وتفنن في إظهار القدرات ضد المعلم والتي حرم من وسائل العقاب والتي استخدمها الشارع الحكيم في لتأديب وتعليم الصلاة وعدد غير ذلك من المميزات والتي وبكل أسف أنتجت جيلا لا يخدم مجتمعه بل أهم ما لديه تلبية رغباته وأهدافه الدنيوية والتي جلها وأهمها أن يمتلك آخر أجيال التقنية .. هذه هي الحقيقة وربما يتهمني البعض بالنظرة السوداوية والمتشائمة ولكن أقول انظروا إلى واقع التعليم اليوم وماضيه المشرف بالأمس والذي أخرج أجيالا كانت حقا تقدر ذلك المقعد وتعده من أجمل أيامها مع ما فيه من المشقة والجهد وقلة الإمكانيات والتي في مقابل ما نراه اليوم من وسائل تحبب الطلاب والطالبات في التعليم لا سيما أن التعليم الممزوج بالترفيه. أخي الطالب أختي الطالبة تمنياتي لكم بقضاء أوقات وفترات وفصول أطول في مدارسنا وجامعاتنا خذوها من مجرب استمتعوا واستفيدوا من التعليم الآن وبمقاعده الخشبية والحديدية قبل أن تجلسوا على المقاعد المخملية ثم لا تجدوا قواعد صلبة تستندوا عليها فتكون نهايتكم إما للتهميش وإما للتطفيش وإما لشؤون الموظفين والموارد البشرية لاستلام قرار الفصل ومن ثم التحول والانضمام إلى مقاعد العاطلين. أحمد عبدالله السعد