قال أقارب أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتورطين في قضية مطاردة بلجرشي، إن دورية الهيئة «لم تشارك في المطاردة إطلاقا ولا علاقة لها بالأمر وليس لها دور مباشر فيما حدث» ، مؤكدين ل «عكاظ» أن دورية الهيئة هي من أبلغت الهلال الأحمر والدفاع المدني بالحادث وأن أفرادها حاولوا إنقاذ المصابين ونجحوا في إخراج الطفلة «وليس صحيحا ما قيل بأن أفراد الهيئة هربوا من الموقع دون إسعاف المصابين» . وأشار علي عبد الله عبد الخالق الغامدي والد أحد أعضاء الهيئة المتهمين، إلى أن ابنه سالم كان في نوبة عمل في تلك الليلة مع بقية زملائه وكانوا على وشك تسليم نوبتهم عند الساعة الثانية من فجر يوم السبت الماضي، وأضاف: «روى سالم ما حدث بالضبط في تلك الليلة وهو أن الشاب المتوفى لحظة خروجه بسيارته من بوابة منتزه الشكران المخصص للعائلات عند الساعة الثانية فجرا تقريبا، أوقف سيارته وأنزل الزجاج ورفع صوت المسجل ثم أعقبها بالتفحيط بطريقة استفزازية وغريبة ثم غادر باتجاه بالشهم» ، واستطرد: «في تلك اللحظة كانت الدورية الأمنية تتابع الموقف باعتبار أن لها مركزا أمنيا ثابتا ملاصقا لبوابة منتزه الشكران، فقال رجل الأمن: هل أوقفه؟، فأجابه مشرف دورية الهيئة بنعم لكي نرى ماذا لديه، عندها لحقت به الدورية الأمنية إلى أن وصل المواطن لنقطة تحويل عكسية وعاد بسيارته باتجاه بلجرشي وحين وصوله أمام بوابة الشكران مواصلا طريقه والدورية الأمنية خلفه تطالبه بالوقوف، استقل أعضاء الهيئة الخمسة سيارتهم إلى أن وصلوا إلى ما قبل موقع الحادث بحدود 150 مترا فرأوا دورية الشرطة وقبلها مباشرة سيارة المواطن على جانب الخط، فأوقف أفراد الهيئة سيارتهم خلفهم مباشرة لمتابعة الموقف دون أن يترجلوا منها». وهنا التقط أحمد شقيق عضو الهيئة الحديث وأكمل حديث والده قائلا: أبلغنا شقيقي سالم أن رجال الهيئة لم يترجلوا من دوريتهم، إذ ترجل الراكب في الدورية الأمنية وطلب من المواطن الذي ظل داخل سيارته بطاقته الشخصية، إلا أن المواطن انطلق بسيارته فلحقت به الدورية الأمنية مباشرة فيما بقي رجل الأمن الذي ترجل من الدورية مع أعضاء الهيئة في الموقع نفسه، وأكمل: «بعد دقائق عادت الدورية الأمنية فأخبرهم قائدها أن السيارة سقطت أسفل جسر الحميد، فتوجهوا جميعا إلى الموقع وفي طريقهم أبلغوا الدفاع المدني والهلال الأحمر بسقوط سيارة أسفل جسر الحميد، وحين وصولهم ترجلوا من دورياتهم في محاولة لإنقاذ المصابين وتمكنوا من إسعاف الطفلة الصغيرة بينما كان وضع قائد السيارة وزوجته وابنه صعبا، ولذا فضلوا عدم لمسهم خشية أن يتسببوا لهم في مضاعفات، كما طلبوا من الأشخاص الذين حضروا للموقع بعدم لمسهم لذات السبب» .. ونفي أحمد أن يكون أعضاء الهيئة أو الدورية الأمنية قد رفضوا مساعدة المصابين أو إسعافهم كما أشيع، مؤكدا أنهم لم يغادروا الموقع إلا بعد حضور الهلال الأحمر والدفاع المدني وساهموا معهم في إنزال بعض المعدات والمساهمة أيضا في إخراج المصابين من السيارة. وحول ما أثير من أن شهود عيان أكدوا أن أعضاء الهيئة والدورية الأمنية رفضوا مساعدة المصابين وحاولوا منع الآخرين من ذلك، قال: «على أحد أشقاء الذين حضروا لموقع الحادث قضايا لدى الهيئة، وربما أراد التجني عليهم بغير وجه حق». واستطرد عبد الخالق نقلا عن شقيقه سالم: «بعد الانتهاء من إخراج المصابين توجه أعضاء الهيئة والدورية الأمنية إلى نقطة الشكران وأعدوا محضرا بالواقعة»، موضحا أنه لا علاقة تربط أعضاء الهيئة بالمتوفى. من جهته، أشار سعيد مودان قريب أحد أفراد الهيئة أنهم رفعوا التماسا لسمو وزير الداخلية بإطلاق سراحهم، ويؤكد مودان على صحة ما ذكره والد وشقيق سالم، من أن دورية الهيئة لم تشارك في المطاردة بأية طريقة ولم ينسحبوا من موقع الحادث .. ويعود والد سالم ليؤكد ل «عكاظ» ، أن الموضوع أخذ زخما إعلاميا هائلا لكونهم يظنون أن الهيئة طرف فيه على حد قوله .. وحمل أقارب أعضاء الهيئة الشركة المنفذة لمشروع جسر الحميد كامل المسؤولية لافتقار الطريق في أكثر من موقع ومنها موقع الجسر لأبسط وسائل السلامة، وطالبوا بتحميل الشركة وإدارة الطرق والمرور النتائج ومسؤولية وفاة الغامدي وإصابة أسرته.