5 أعوام، وأوراق أبناء الأرملة أم عبدالله والتي تجاوز عمرها الخمسة عقود تدور في الأحوال المدنية في جازان، 5 أعوام دون أن تتوقف عن الدوران ودون أن تجد من يبصرها، ويقول لها ماذا عليها أن تفعل، حتى تمكن فلذة أكبادها الثلاثة عبدالله 24، علي 22، وذكرى 19 سنة في الحصول على الجنسية السعودية، أسوة بإخوانهم من أبيهم المتوفى، الحاصلين على الجنسية، وهي التي أفنت عمرها في تربيتهم جميعا، ولكنها تعيش مأساة أنهم بلا هوية، كما تعيش معهم في غرفتها الوحيدة والمستأجرة في أطراف أحد أحياء صبيا التابعة لمنطقة جازان. خطأ فادح وتروي أم عبدالله حكايتها ل «عكاظ» قائلة: «قبل أكثر من عشرين عاما، أنجبت أبنائي، لم أهتم ووالدهم بتسجيلهم، أو توثيق أوراقهم الرسمية، وشهادة ميلادهم الصادرة من المكتب الصحي بصبيا بمنطقة جازان، تؤكد أنهم من مواليد المملكة، وجنسية أبيهم تؤكد أنهم سعوديون، إلا أن شعورنا بالأمان في هذا الوطن الغالي، جعلنا لا نلقي بالا للأمر، ولم أعي حينها أنني أرتكب خطأ فادحا في حق أبنائي، إلا عندما كبروا وأصبح عمر أكبرهم ثمانية عشر عاما، عندما ذهبنا إلى الأحوال المدنية بصبيا مطالبين بمنح أبنائي الجنسية السعودية، إلا أن طلبنا قوبل بالرفض، كوننا تأخرنا في التقديم على الجنسية، وتقدم العمر». السن القانوني عدنا أدراجنا بخفي حنين، ولكننا أصحاب حق ولذلك لم نيأس من البحث عن حقوق أبنائنا، فقد رفضوا طلبنا بالرغم من أنه وفي العام 1405ه، صدر أمر بإعفائنا من شرط السن القانوني لطلب الجنسية من قبل الأمير أحمد بن عبد العزيز، ومع ذلك لم نحصل على الهوية الوطنية حتى الآن. لم نجد ردا وأوضحت أم عبدالله أن معاملة أبنائها التي تدور في الأحوال المدنية في جازان منذ أكثر من 5 أعوام لم تخرج لهم بأي رد يمكنهم من أن يبنوا عليه أي إجراءات قانونية، بالرغم من أن لديهم أمرا استثنائيا، مشيرة إلى أنها لا تحلم بغير حصول أبنائها على الجنسية كأي مواطنين ومثلهم مثل أشقائهم الآخرين من أبيهم والذين حصلوا على الجنسية. لم أفقد الأمل وناشدت المواطنة أم عبدالله كلا من الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية والأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، النظر إلى حالها وحال أبنائها بعين العطف، بعد أن أمست طاعنة في السن، وتخشى أن تفارق الحياة دون منح أبنائها الجنسية السعودية. وقالت أم عبدالله إنها لم تفقد في يوم من الأيام الأمل، كونها في مملكة الإنسانية وتحت رعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، يجب إعفاؤها من جهته، أوضح مدير هيئة حقوق الإنسان بجازان أحمد البهكلي ل «عكاظ» أنه تم مخاطبة الأحوال المدنية في منطقة جازان حيال تلك القضية، مبيناً أن الأحوال تجاهلت أمر إعفاء الأبناء من المدة القانونية، وقال: «تقدمت أم عبدالله إليهم بكافة الإثباتات، وبحسب الإجراءات النظامية يتوجب إعفاؤهم من شرط المدة والسن»، ما سبب للزوجة وللأسرة متاعب نفسية ومادية، خصوصا أن دخلها لا يتجاوز 495 ريالا فقط وتدعي أن عليها ديونا تتجاوز 30 ألف ريال من أجل إيجاد لقمة العيش لأبنائها الثلاثة الذين حرموا جميعا من تعليمهم، أسوة بإخوانهم من أبيهم الذين لديهم الجنسية السعودية، وأنها تسكن منزلا بالإيجار، ولا تجد ما يسد دفع الإيجار الشهري. الرفع للرياض فيما أوضح ممثل إمارة منطقة جازان وديع الخبراني أنه بدوره قام بمتابعة الموضوع، وإحالته إلى الأحوال المدنية بجازان، وأن الأحوال المدنية هي المعنية بالأمر. من جابنه، أوضح مدير إدارة الأحوال المدنية في منطقة جازان علي بن علوش المدخلي أنه تم الرفع بالمعاملة إلى الرياض، وذلك لإكمال إجراءاتهم النظامية.