زهرة ذات ال 26 عاما، أم لطفلين الأكبر 3 سنوات والثاني عمره شهرين، لم تكن تشعر بشيء، وبعد إلحاح زوجها بضرورة أن تزور الطبيب للاطمئنان عليها، زارا إحدى المستشفيات الخاصة، والتقيا بأحد أطبائه، وخلال خمس عشرة دقيقة، شخص الطبيب حالة زهرة بنشاط في الغدة الدرقية، وقرر إجراء عملية عاجلة لزهراء لاستئصال الغدة، ولأن زوجها ليس له سابق معرفة بالغدة الدرقية، اكتفى بتعريف الدكتور بأن عنقها متورم ويجب استئصال الورم، وطلب منهم مقابلة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لأخذ الضوء الأخضر، ما إذا كان هناك أمرا يعوق العملية. الضوء الأخضر وتابع عبد لله الأهدل حديثه ل«عكاظ» وهو يتحدث بحرقة شديدة، قائلا: هناك عند الطبيب، وبعد الكشف أشار الطبيب بالضوء الأخضر وإجراء العملية، يقول الزوج عدنا وزوجتي زهرة إلى الطبيب وابلغناه ما سمعنا من الطبيب الذي إليهص بضرورة استئصال الغدة الدرقية بسبب تضخمها. لم تكن تشكو حدد يوم إجراء العملية، حضرنا للمستشفى لإجراء العملية، ولم تكن تشكو من أي ألم ولا حتى في عنقها، وعلى حسب أقوال الطبيب الذي أجرى العملية أنها بسيطة جدا و لا قلق منها، دخلت زهرة غرفة العمليات الساعة الثانية ظهرا وعند العاشرة مساء شعرت بقلق شديد، وأن العملية أخذت وقت أكثر من اللازم، توجهت فورا إلى غرفة العمليات، حتى اطمئن على زهرة، وأمام غرفة العمليات اكتشفت أن العملية انتهت منذ وقت مبكر وشعرت أن هناك مصيبة ما ولكنه لم يقل لي، فكانت زوجتي ملقية جانبا والأطباء من حولها يتشاورون بقلق وهنا اندفعت إلى الداخل، وحاولت التحدث إلى زوجتي فقالت لي بصوت مخيف مثل الصفير «أنا سأموت»، بصوت عبارة عن صفير. ذعر شديد كانت زهرة تتنفس بصعوبة شديدة، وأنتابتني حالة لا أستطيع وصفها وبذعر شديد، سألت كل الأطباء وصرخت ماذا حدث لزهرة، وجاءني رده سريعا «لا تقلق هذا أمر طبيعي بعد العملية، ولكنني شعرت بقلقه وهو يستشير عدة أطباء ومن ضمنهم طبيب الأنف والأذن والحنجرة، الذي أعطاه الضوء الأخضر بإجراء العملية. وعود بالشفاء عدت مرة أخرى للطبيب وطلبت منه شرح ما يحدث و أبلغته عن استيائي وأن نفسي تحدثني أن هناك شيئا ما، أن هناك خطأ ما فقال لي الطبيب نفس الجملة لا تقلق الأمر طبيعي جدا، وقال لي:«لا تقلق كم يوم وستعود زوجتك إلى حالتها الطبيعية، وفي اليوم الثاني فاجأني الطبيب بزيارته ويحمل معه ماء زمزم، ومصحف وقال لي بالحرف الواحد:«لقد كنت في الحرم البارحة وقد دعوت لها بالشفاء العاجل، وقدم لي قارورة ماء قال لي هذه ماء زمزم وسلمني معها المصحف، وطلب مني الدعاء، وأضاف ما قاله الطبيب صدمني جدا ولا أعرف ماذا أفعل وما أقول خاصة، وأنه قال لي سأقوم بأجازة لمدة شهر، وأن طبيب الأنف والأذن والحنجرة سيشرف على زهرة. لا تستطيع الكلام وكانت المفاجأة بالنسبة لي أنه وفي اليوم التالي سجل لها الخروج، وفي البيت بدأت حالتها تسوء، ويستطرد الأهدل قائلا:«بعدها لا حظت أن زوجتي لا تستطيع الكلام، وتعاني صعوبة في التنفس، فعدت إلى طبيب الأنف و الإذن و الحنجرة، وقال لي الحقيقة والتي أخفاها على الدكتور، وهي أنها وأثناء العملية قطع الطبيب العصب الصوتي، ووقع على الخبر كالصاعقة، فسألته ما العمل يا دكتور ، قال لي لا داعي للقلق فالأمر سيعود إلى طبيعته قريبا، ودائما ما تحدث مثل هذه الأخطاء فقط عليك أن لا تقلق. ثقب في القصبة وتابع الأهدل: عدت إلى زوجتي وطلبت منها أن تتحمل قليلا حتى نستطيع حل تلك المشكلة، فخرجنا من المستشفى لكن سرعان ما زادت الأوجاع والآلام، خاصة أنها لم تعد تتنفس، فذهبت بها إلى الطوارئ في مستشفى الجامعة، وهناك أبلغوني أن خطأ طبيا حدث لزوجتي أثناء العملية ولابد من عمل ثقب لها في القصبة الهوائية، حتى تستطيع التنفس، أو العودة فوارا إلى الطبيب المعالج في المستشفى الخاص، وعلى الفور توجهت إلى المستشفى، ولم استطع مقابلة طبيب الأنف والأذن والحنجرة، إلا بعد أن حضر مدير المستشفى، وشرحت له الأمر، وبعد أن فحصها طبيب الأنف والأذن و الحنجرة، طلب مني مالا أود سماعه وهو لابد من إجراء ثقب في القصبة الهوائية، حتى تستطيع التنفس وإن هذا الإجراء مؤقت و ستعود الأمور إلى طبيعتها قريبا، وأنهم سيتمكنون من غلق الفتحة، بعد أن يتحسن التنفس، إلا أن حالتها بدأت تسوء للوراء، لافتا إلى أن نفسيتها أصبحت في الحضيض. لجنة تحقيق و من جانبه، أكد الدكتور سامي با داود مدير الشؤون الصحية في جدة، أنه تم اتخاذ الإجراءت اللازمة، مبينا أنه شكلت لجنة للتحقيق، وأن المريضة حولت إلى مستشفى الملك فهد لمتابعة حالتها، وكتابة تقرير إلى اللجنة الشرعية، وأضاف قررنا منع سفر الطبيب وطاقم العملية، إلا بعد الانتهاء من التحقيق.