توافد أكثر من 200 ألف زائر على ربوة أعالي مدينة الظهران حيث موئل المعارف والعلوم والتثقيف في مساحة تقدر بنحو 50 ألف متر مربع جعلتها أرامكو السعودية خيارا مفضلا لمن كان يبتغي الفائدة والترفيه عبر منظومة متكاملة سخرت لها الإمكانات البشرية والمادية لخدمة لكل زائر يقصد هذا المكان . فما أن يهم الزائر بالدخول إلى مقر البرنامج الثقافي في مدينة الظهران حتى تستقبله تلك الأصوات الجميلة للسواني والمحالة والمكرة أو تلك الأهازيج التي يطلقها صبية اتخذوا من القرية التراثية مقعدا لهم حيث يلهون بين زوايا وقعائد وتفاصيل تأخذك صوب الماضي بحنينه وجماله تشاركهم تلك الألعاب الشعبية النادرة تسمع عباراتهم وهم يرددون ما كان يردده الأوائل عندما كانوا طلبة في الكتاتيب، وزد على ذلك المنظر الآخذ بهاء، رجال طال بهم الزمن يحتزمون معاصب ويجولون بين بساتين وفلاجان امتلأت بها المياه وقصبان وأحواض للسقي تراهم بين تلك النخلات حيث شموخهم بشموخ ذلك النخل الباسق عطاء وبذلا ، غير قهوة أبو سالم التي تشتم هيلها من مكان قصي تراه يغدو ويروح بفناجيل يحملها مرحبا بزوار القرية ومبتهلا بحضورهم . حضارة ومعارف وما أن ينعطف الزائر ناويا الخروج من هذه القرية التراثية فإذا به أمام حضارة جديدة ومزيج من المعارف والعلوم في أجنحة صممت بطريقة حديثة مشوقة حيث الشباب وهم في عمر الزهور يقودون غمارها ، حيث فضلت أرامكو السعودية أن تعدد خياراتها المعرفية والعلمية في برنامجها الثقافي الذي يقام بمدينة الظهران لهذا العام 1433 حيث تجدد لقاءاتها بزوارها في برنامج تبرز من خلاله الدافعية والتأثير الإيجابي في عقلية المتلقين بمختلف أعمارهم وتنوع ثقافاتهم . «من هنا» عبارة فضل برنامج أرامكو الثقافي أن يجعلها العنوان العريض والكبير لانطلاقة جادة نحو مجتمع المعرفة والعلوم حيث مضامين الأصالة والعراقة تتجسد من خلال باقة البرامج المقدمة هذا العام . ألف اختراع وتتوسط المهرجان خيمة ألف اختراع واختراع والتي يقول عنها عوض المالكي بأنها تجعل الزائر يعيش معها فصول الماضي الأصيل وحضارة الإسلام والموروث الثقافي والعلمي على مدى ألف عام في فعالية لأول مرة أراها في المملكة، مما يمكن الزائر من التعرف على عدد من رواد العلم في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية كالمهندس الشهير الجزري الذي اخترع نظاما يستخدم حاليا في كافة الآلات حول العالم ، ويضاف إليها التعرف على الأميرة فاطمة الفهري التي أسست أول جامعة حديثة حول العالم ، وكذلك الطبيب الشهير الزهراوي الذي اخترع المئات من الأدوات الجراحية والتقنيات الطبية التي ما زالت تستخدم حتى يومنا هذا. استوديو البارعين وتبقى للإثارة العلمية فصول تحكيها جنبات المهرجان فحتما لن تنفك عن الزائر متعة التشويق العلمي طالما أن الأسرة تجد مبتغاها عندما يلامس البرنامج فكر وثقافة أبنائها الصغار حيث أستوديو البارعين ففي تلك المساحة يكون احتضان الإبداع وامتزاج العلوم والفنون والتكنولوجيا والسعي لاكتشاف الموهبة وصقلها حيث التعامل بمهارة مع أدوات ومواد يعرض بواسطتها الصغار أفكارهم المتجددة في صورة تتجسد فيها البيئة المبتكرة للتعلم . أما عشاق التحدي والإثارة من أبناء الغد المشرق والواعد فسيكونون في زاوية افتراضية أقرب للحقيقة حيث تمنحهم هذه الزاوية الدور الحقيقي لمهندسي الروبوت وذلك من خلال بناء وبرمجة روبوت يمكنه أداء ألعاب مختلفة مستوحاة من الألعاب الأولمبية حيث تكون الصورة مكتملة في إثارتها بخلق حالة من التنافس الشريف بين المشاركين . من جانبه أوضح المشرف على البرنامج الثقافي خالد السلمي أنه بعد النجاح الكبير الذي تحقق لنا في برنامجنا الصيفي العام الماضي، والذي استقطب في مقره بالظهران أكثر من مليون زائر ازداد حماسنا على إحداث تطور نوعي كبير في برنامج هذا العام لتقديم الأفضل؛ لتشمل برامج الشركة المشاركة في فعاليات الصيف في مناطق المملكة عدداً أكبر من المدن والمحافظات. حيث تشارك بفعاليات وأنشطة صيفية في عدد من مدن المملكة إيماناً منّا بمسؤوليتنا تجاه المجتمع ودعماً لبرامج السياحة الداخلية من خلال الحضور الفاعل والمشاركة المتميزة. وأضاف: «بإذن الله ستتميز أنشطة وفعاليات هذا البرنامج طوال الصيف بالتنوع والثراء من حيث الأفكار والمضمون وطريقة العرض، حيث سيقدم للزائرين العديد من الخيارات و المفاجآت وذلك لما يحويه من تفاصيل نالت إعجاب الجميع. والذي يأتي ضمن مسؤولية أرامكو الاجتماعية في إحداث تأثير إيجابي في المجتمعات المحيطة بها والمشاركة في تقديم البرامج الهادفة لأفراد الأسرة من خلال الفعاليات المتنوعة والأفكار الإبداعية والخلاقة .