هل تأملت في عدد الدجاج الذي نأكله سنويا؟ وهل فكرت في أسراره المختلفة: كيف أصبح الطير المهيمن على سفرة العالم بأكمله؟ ولماذا الدجاجة بالذات؟ وما تاريخ تحولها إلى المصدر الأول للحوم ؟ وهناك العديد من الطرائف الكثيرة المتعلقة بهذا الطير العجيب وإليكم بعضا منها نبدؤها بالتاريخ: سلالة الفراخ بدأت بالديناصورات. وبدأ تاريخ استخدام البشرية لهذه الطيور في الحروب فكانت إحدى المعتقدات أن شراهة شهية الدجاج عشية الحرب هو فأل حسن. وأكيد أن الخاسرين كانوا يلومون الدجاج. ولا ننسى أن ذكور هذه الطيور شرسة في صراعها مع بعضها بعضا، يعني «قبضايات» بمعنى الكلمة. ولاتزال هواية مصارعة الديوك، والتي تنتهي بموت أحد الطرفين المتنازعين، منتشرة حول العالم والذات في بعض الدول التي تعاني من ممارسات الرهان. وبالرغم من العنفوان الذي نجده في ذكور الدجاج، فنجد أن أمهاتهم يتميزن بالحنان الذي ينعكس في عنايتهن بالبيض، وسبحان الله الذي كون هذا التباين العجيب بين طبائع الذكور والإناث. ولاستكشاف أسرار هذه الطبائع العجيبة، وتركيبة الدجاجة بأكملها فقد قامت مجموعة من الفرق العلمية المتميزة في السويد بفك أول شفرة جينية في التاريخ لهذه الطيور في عام 2004م. وكانت خريطة الجينات هي إحدى الإنجازات العلمية الرائعة فمن خلالها تم التعرف على شيفرة خصائص وسمات هذا الطير العجيب: أسرار نموها، وتكاثرها، وأمراضها، وخصائص عضلاتها. وموضوع العضلات بالذات غاية في الأهمية لأنها هي «لحم» الدجاج الذي نأكله. هل لاحظت مثلا أن عضلات صدر الدجاجة كبير بالرغم أنها لا تطير؟ وهل تأملت في نمو الدجاجة منذ تكوينها بإرادة الله إلى أن تنتهي على سفرتنا؟. وبمناسبة الحديث عن النمو فهذا هو أحد أسرار الفراخ التي لا جدال فيها: تمثل الدجاجة إحدى أفضل وأسرع الطرق للحصول على البروتين من اللحم بمعدل حوالى نصف كيلوجرام لكل كيلوجرامين من العلف من البيضة إلى الدجاجة في أقل من شهرين. وهذه الفعالية هي أكثر من ضعف فعالية الحصول على بروتين اللحوم من أية مصادر أخرى شاملة الخرفان والأبقار وغيرها. زرت حديثا مزرعة دجاج لأحد الزملاء، ولم أستطع أن أنظر في أعين تلك الطيور نظرا لخجلي منهم فقد أكلت شخصيا حوالى ثلاثة وثلاثون دجاجة خلال هذا العام. وربما بعض من أقاربهم وأصدقائهم. والمتوسط في المملكة هو حوالى أربعة وخمسين دجاجة للفرد الواحد سنويا. ونحن رابع دولة في العالم في الاستهلاك السنوي بعد الإمارات العربية المتحدة (69 دجاجة)، والبحرين (66 دجاجة)، وهونج كونج (62 دجاجة). ولكن لو أخذت في الاعتبار أعداد «البزورة» الذين لا يستطيعون أكل الدجاج بسبب أعمارهم في وطننا، فقد نكون أكثر الدول استهلاكا لهذا الطير العجيب. وأما إنتاجنا فهو في حدود المليون وست مائة ألف دجاجة يوميا، وهو أقل من احتياجنا. والدولة الأكثر إنتاجا هي الولاياتالمتحدة وتنتج ما يفوق الثلاثين ألف دجاجة في الدقيقة الواحدة.. أمنية كنت أكبر حجما من والدي تغمده الله برحمته، وأولادي أكبر حجما مني ولله الحمد، وأعتقد أن هذا هو النمط السائد في وطننا، ومما لا شك فيه أن لنعمة الغذاء، شاملة المحتوى البروتيني والتي يتربع على عرشها الدجاج، الدور الأكبر في ذلك بمشيئة الله عز وجل. أتمنى أن نتذكر هذه النعم اليوم وكل يوم. وسأتوقف هنا لتناول مأدبة الغداء المكونة من سليق. بالدجاج طبعا. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة