ما أدراك بحال استراحات جدة.. بعضها خاصة للغاية وأخرى عامة للإيجار والجامع بين الاثنين افتقارهما لمستلزمات الطوارئ والسلامة ووجودها وسط منازل السكان.. وفي حي النسيم وشرق الطريق السريع وشمال جدة أوضح مثال. في مثل هذه الأيام تكثر المناسبات ويتجه الكثير إلى الاستراحات لتنظيم المناسبات العائلية والاجتماعية مثل ولائم الأعراس وحفلات التخرج وغيرها، غير أن أوضاع الاستراحات لا تبشر بخير وتثار عشرات الأسئلة عن أوضاعها وتوافر السلامة فيها. ظواهر ومخاطر وقفت «عكاظ» على الأوضاع من خلال رصد واسع في مختلف أحياء جدة وكشفت ظواهر لا تخلو من مخاطر أقلها غياب التنظيم وأسوأها وقوعها وسط الأحياء والمخططات السكنية مع تباين واضح في التصاميم الإنشائية واعتمادها على اجتهادات أصحابها فأغلبها عبارة عن هناجر وملاحق كما يبدو الحال في استراحات الحرازات حيث تتكثف طرق وشوارع المنطقة بعشرات اللافتات والإعلانات الدالة على الاستراحات. حامد الغامدي ينتقد ظاهرة انتشار الاستراحات بشكل لافت للنظر خصوصا في منطقة شرق جدة وزحفها شمالا ما يدعو إلى تكثيف الرقابة عليها ومتابعتها وإعادة تنظيمها. ويقول إنه خاض تجربة استئجار لمناسبة عائلية وفوجئ بالأرقام الفلكية ما يلزم تدخل الجهات المعنية لتنظيم الأسعار ومنع المغالاة واستغلال المواطنين برغم كثرة العرض وامتداد الاستراحات مساحات شاسعة من جنوبجدة إلى شمالها. تواضع الحال وينتقد محمد المسحلي مستوى الاستراحات وقال إنها متواضعة الحال من حيث الخدمات وتجهيزات وسائل السلامة التي ينبغي توفرها، فأغلبها تفتقد لوسائل السلامة والخطر حولها من كل اتجاه، إضافة إلى وجود بعضها في أماكن يصعب الوصول إليها، ويضيف المسحلي بعض ملاك الاستراحات لا يلتزمون بشروط السلامة مثل عدم وجود سياج على المسابح وعدم وجود أدوات إنقاذ، كما أن المياه لا تعالج باستمرار ومن هنا يجب على الجهات ذات العلاقة تكثيف الرقابة والوقوف على الاستراحات، لتنظيم المسألة بدلا من العشوائية التي تعيشها. ويتفق موسى العامري أن الإقبال على الاستراحات وصالات الأفراح يكون واسعا خلال إجازة العطلة والأعياد، فيضطر أصحابها إلى فتح أبوابها ليل نهار دون تمييز بين المناسبات لكن الأخطر في الأمر تلك المسابح المكشوفة التي ابتلعت أكثر من ضحية ويهيب بالدفاع المدني إلى ضرورة متابعة أوضاعها وإلزام أصحابها بتطبيق معايير واشتراطات السلامة، كما أن الجهة المختصة عن الأسعار مطالبة بإلزام الاستراحات بأسعار معقولة بدلا عن المغالاة والمزايدة. الشرط 3000 متر مصدر في أمانة محافظة جدة قال إن الأمانة اشترطت في إقامة الاستراحات أن تكون على مساحة 3000 متر، وأن تكون على شارعين أحدهما تجاري، مؤكدا أن البلدية تسعى لمطابقة الاستراحات مع الشروط الواجب توفرها ولا تسمح بتحويل الاستراحات الخاصة إلى عامة، مشيرا إلى متابعتها المستمرة من خلال الجولات الرقابية والميدانية للتأكد من تقيدها بالأنظمة والتعليمات. إغلاق 36 موقعا وفي المقابل يؤكد مدير إدارة الدفاع المدني في جدة اللواء عبدالله جداوي وجود جولات تعقيبية مستمرة على الاستراحات وصالات الأفراح مع تشكيل لجنة للكشف على المواقع بالمشاركة مع عدة جهات مختصة، لافتا أن الاستراحات تندرج ضمن خطة الكشف الدوري الوقائي التي يتم الوقوف عليها، حيث يتم إلزام ملاكها بعدة مطلوبات منها إقامة «سياج» حول المسابح، وأضاف اللواء الجداوي أن هناك اشتراطات معتمدة من الأمانة لإقامة استراحة، حيث تندرج إلى قسمين الأول خاص والآخر عام، والخاصة هي التي يقوم أصحابها بتأجيرها، وبالتالي فإن مثل هذه الاستراحات تحدث فيها مشاكل لأنها غير خاضعة للإشراف الوقائي لكن تم التشديد على أصحابها بضرورة توفير متطلبات السلامة السلامة، موضحا أنه تم إغلاق العديد من الاستراحات المخالفة ومنها 36 لم تلتزم بتعليمات السلامة.