دفعت 3000 ريال فرضها ملاك إحدى الاستراحات الموجودة في حي النسيم بجدة، مواطنا للاتجاه إلى شرق الخط السريع، لعله يجد فيها مبتغاه، إلا أنه اصطدم بعشوائية ربما تفسد عليه متعة الغرض من تأجير الاستراحة. ولم يجد سلطان الزهراني، بدا وهو يستقبل مولوده الجديد إلا التفكير في استراحة لاستيعاب العدد الكبير من الأهل والأقارب: «فكرت في موقع مجاور للمنزل، واخترت حي النسيم، إلا أنني وجدت الإيجار يتجاوز 3000 ريال لليلة الواحدة، لذا فكرت في الابتعاد عن الموقع، لعلني أجد هناك الأرخص». ويبدو أن المناسبة العائلية هي التي فجرت الموقف لدى سلطان، حيث أنه لم يكن يتوقع أن عشرات الاستراحات شرق جدة، يمكن أن تغيب عنها أبسط معايير الرقابة والسلامة: «وجدت الاستراحات بشكل مغاير، فلا رقيب ولا حسيب، كما أنها في موقع ترابي يصعب الوصول معه ومظلم، وكأننا أمام تهريب بضاعة ما، وليست احتفالية يدعى لها الجميع». وفيما رفض سلطان استئجار الاستراحة، وقع هاني محمد، في فخ إحداها، إذ استأجر واحدة، ليجدها بلا خدمات تليق بالمناسبة: «والأهم أنها بلا سلامة، الأمر الذي يجعلنا نتخوف على الصغار والكبار في أي وقت». ويشير إلى أن الاستراحات تحولت من موقع ملائم للغرض إلى صالات أفراح، تدر أرباحا على أصحابها، الأمر الذي يدعو للتساؤل عن كيفية التنقل من نشاط إلى آخر، دون الحصول على تصريح من الجهات المختصة؟ ويعتقد عابد الردادي من سكان قويزة، أن الاستراحات في تزايد مستمر: «غير أنها في الفترة الأخيرة تحولت إلى ملاعب رياضية بالإيجار، حيث أنها تمتد من شرق الخط السريع بالاتجاه شمالا بمختلف التصاميم، حتى أنك لا تعلم من المنظر الخارجي لها هل هي استراحة أم منزل لا تشاهد سوى اللوحات التي تشير إلى وجودها يمينا أو يسارا أو بجوار أحد المحلات، لتكتشف عند دخولها أنها تفتقر لكثير من الخدمات ووسائل السلامة». أين المشكلة وكشف مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله الجداوي، أن المشاكل تحدث من القسم الآخر من الاستراحات، وهي الخاصة التي يؤجرها أصحابها للأقارب والآخرين: «لأنها لا تخضع للإشراف الوقائي، لكننا شددنا على أصحابها بضرورة توفير متطلبات السلامة فيها بجانب إلزام أصحاب هذه الاستراحات بإبلاغ الدفاع المدني عنها للتأكد من توفيرها متطلبات السلامة». وأشار إلى أن بقية الاستراحات تخضع لكشوفات لجنة بصفة مستمرة، بمشاركة العديد من الجهات ذات العلاقة ومنها الدفاع المدني، لافتا إلى أن «الاستراحات تندرج ضمن خطة الكشف الدوري الوقائي التي يتم الوقوف عليها، للتأكد من اشتراطات السلامة الواردة في نظام لوائح الدفاع المدني»، مبينا أنه «تم إغلاق العديد من الاستراحات التي لم تلتزم باشتراطات السلامة بها من خلال متابعة دوريات السلامة التابعة لإدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة». رقابة أمنية من جانبه أكد الناطق الإعلامي لشرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد رصد بعض الملاحظات التي تستخدم من قبل بعض ضعاف النفوس من العمالة، بحيث يستغلونها استغلالا سيئا خاصة من قبل ملاك الاستراحات الذي لا يتابعون مع الأسف ما يجري داخلها، مشيرا إلى أن الشرطة تقوم بدور مهم وفعال في مراقبة ومتابعة الاستراحات المنتشرة في مدينة جدة من خلال الدوريات السرية. اشتراطات الأمانة وأوضح مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة، أن الأمانة اشترطت في إقامة الاستراحات أن تكون على مساحة 3000م، وأن تكون على شارعين أحدهما تجاري، مبينا أن عدد الاستراحات وقاعات الأفراح يصل إلى 34 جميعها مرخصة، لافتا إلى أن البلدية تسعى لمطابقة الاستراحات على الشروط الواجب توفرها ولا تسمح بتحويل الاستراحات الخاصة إلى استراحات عامة، مشيرا إلى متابعتها من خلال الجولات الرقابية والميدانية للتأكد من تقيدها بالأنظمة والتعليمات.