أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أن بلادنا تعيش وحدة عربية إسلامية حقيقية، والعالم يتكلم عنها، «وهو أيضا ما يؤكد التزامنا جميعا بالعقيدة الإسلامية السمحة». جاء ذلك لدى استقباله يحفظه الله في مكتبه بجدة أمس قائد المنطقة الغربية اللواء ركن زعل بن سليمان البلوي يرافقه قادة أفرع القوات المسلحة في المنطقة الغربية وعدد من ضباط المنطقة المتقاعدين الذين قدموا للسلام على سموه ومبايعته وليا للعهد. ورحب سمو ولي العهد في بداية الاستقبال بالجميع، وقال في كلمة وجهها للمتقاعدين «لقد عملتم بإخلاص في خدمة دينكم ومليككم ووطنكم وكلنا نعتز ونتشرف بخدمة هذه البلاد مهبط الوحي وقبلة المسلمين»، مؤكدا سموه أن موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبناءه من بعده حتى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ساروا على النهج نفسه. وأضاف قائلا «أرجو أن تعتبروا أنكم لا تزالون في مهامكم الرسمية إذا احتجنا لكم في يوم من الأيام فأنتم قريبون منا وأبوابنا مفتوحة في الوزارة لكم ولآرائكم وأرجو لكم التوفيق والسداد». ودعا سموه الله أن يوفقنا ويزيدنا من فضله ونحن في نعمة وخير والحمدلله، نعمة الأمن والأمان والرخاء والوحدة الإسلامية العربية في هذه البلاد. ودعا سمو ولي العهد الله أن يرحم موتانا ممن تولوا وزارة الدفاع من الأمير منصور وحتى الأمير سلطان رحمهم الله وكذلك الأمير نايف رحمه الله وإن لم يكن وزيرا للدفاع فإنه كان وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية وكان مهتما بشؤون وزارة الدفاع. وقال سموه «إنني رغبت أن ألتقي بكم اليوم حتى يكون دائما بيننا اتصال وعلاقة مستمرة وسررت عندما رأيت أسماء المتقاعدين من مختلف مناطق المملكة وهذا يؤكد وحدة عربية إسلامية حقيقية التي نحن فيها ونعيشها في المملكة والعالم يتكلم عنها وهو أيضا ما يؤكد التزامنا جميعا بالعقيدة الإسلامية السمحة، ونرجو الله أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير». بعد ذلك، ألقى قائد المنطقة الغربية اللواء ركن زعل البلوي كلمة قال فيها: يا خير خلف لخير سلفين، خلفتم سلطان المكارم والعطاء وأنتم سلمان الوفاء وخلفتم نايف المكانة وأنتم أهل لحمل الأمانة، رحمهما الله وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة، وسيبقى ذكرهما العاطر في القلوب، وسيظل منهجهما نبراسا نقتدي به ومن خلفكم عليه نسير ونعمل بلا كلل ولا ملل مؤمنين بالله عز وجل وبالقدر خيره وشره. وأضاف «لم يكن سموكم في يوم من الأيام بعيدا عن هموم هذا الوطن الغالي ومواطنيه من مدنيين وعسكريين، فأنتم حفظكم الله أحد أعمدة دولة التوحيد التي تحكم بكتاب الله وسنة نبيه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها». وقال إن تاريخكم المجيد يقف شاهدا على منجزاتكم العظيمة ومواقفكم الإنسانية ودوركم الرائد في الإصلاح والبناء والعمل الجاد لخدمة الوطن ومواطنيه، بل تعدى هذا الدور إلى العالم العربي والإسلامي على مختلف الأصعدة.. فقد كنتم نعم المستشار الحكيم لكل ملوك المملكة السابقين رحمهم الله جميعا واليوم أنتم نعم العضيد والأمين على العهد. وقال «هؤلاء الرجال من القادة وبعض الضباط المتقاعدين يمثلون مختلف أفرع القوات المسلحة بالمنطقة الغربية الذين كان يعدهم المغفور له بإذن الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزملائهم المتقاعدين من مختلف مناطق المملكة قوة الاحتياط للدفاع عن أمن هذه البلاد وحماية مقدساتها.. حضروا اليوم مهنئين مبايعين لسموكم الكريم يدا بيد وقلبا بقلب معاهدين الله ثم معاهدينكم بالسمع والطاعة فوق كل أرض وتحت كل سماء ويحملون في أعناقهم لقائدنا خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية حفظه الله ورعاه وسدد خطاه ولسموكم الكريم حفظكم الله وأيدكم بعونه وتوفيقه البيعة الصادقة والولاء الدائم والاستعداد التام للبذل والفداء بأرواحهم لحماية كل شبر من هذه الأرض الطاهرة.. ممتثلين لقول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)». وفي ختام كلمته، سأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين ويحفظ سموه الكريم ويمده بالصحة والعون والتوفيق وأن يحفظ وطننا من كيد الأعداء وعبث العابثين وحقد الحاقدين وأن يبقي هذا البلد الأمين شامخا حصينا وعين الله ترعاه. حضر الاستقبال مدير عام مكتب سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الفريق ركن عبدالرحمن صالح البنيان.