15 ألف شاب خريج من المعاهد الصحية ينتظرون سنوات على رصيف الانتظار، بعدما حفيت أقدامهم وهم يلاحقون الوظائف التي تعلنها الجهات والقطاعات العامة بين كل حين وآخر، وبسبب طول الانتظار آثر بعضهم إلى التوغل في أعمال ومهن ووظائف لا علاقة لها بالتخصصات التي نالوا شهاداتها.. ويبررون ذلك بالقول: لعله أفضل من الانتظار فقد تأتي الوظيفة أو لا تأتي.. علام نضيع الوقت؟ آباء الخريجين تسكنهم الحسرة على ما انفقوه في أبنائهم للدراسة في المعاهد الأهلية وسط همهات هنا وهناك بأن خريجي تلك المعاهد ليسوا من اصحاب التأهيل العالي والمستوى الجيد؛ لكن ما يفند هذه الهمهات أن بعضهم حصلوا على تصنيف مهني من هيئة التخصصات، ومع ذلك فإنهم يقبعون على الرصيف مع المنتظرين يحاولون سداد ديون ترتبت عليهم من الدراسة في المعاهد المذكورة. يقول أحد هؤلاء إن الجهات الحكومية تتقاذفهم مثلما تتقاذفهم اللجان التي شكلت لدراسة أوضاعهم فلم تثمر المقترحات والحلول الموضوعة عن شيء وفي أملهم تحرك الجهات المعنية لوضع حل عاجل لإشكالياتهم التي امتدت إلى سنين كما يقولون فالشاب تركي العتيبي يقول؛ أنه تخرج من قسم الأشعة في العام 1429وحصل على التصنيف المهني من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، كان معدل الثانوي 84 علمي وهمه الأول خدمة المريض لكن محاولته تعثرت في الدخول إلى الكلية الصحية التي وضعت معدل الدخول بنسبة 85 %. ويضيف العتيبي (دفعت مبالغ كبيرة في الدراسة واجتزت اختبار الهيئة وفوجئت بتحويلي إلى جهة في القطاع الخاص.. ورفضت العرض، وأطالب مساواتي بزملائي من وجدوا فرصتهم في القطاع الحكومي من يحمينا من الديون والسجون). لا للقطاع الخاص حالة الخريج أحمد شرار زيد لم تختلف عن سابقتها ويقول ل«عكاظ» : تخرجت من الصيدلة عام 1428، ومنذ تقديمي للخدمة المدنية وحتى الآن لم يتقدم رقمي في الترتيب سوى 8 خريجين، فهل احتياج وزارة الصحة خلال 5 سنوات 8 فنيي صيدلة؟!. وعلى ذات النسق يقول مفرح الأسمري، أنه تخصص في التمريض العام 1428 ورفض كل العروض التي قدمت له بالعمل في القطاع الخاص وحجته في ذلك قلة الراتب وغياب الأمان الوظيفي. مبينا رفضه وزملاءه للعمل في القطاع الخاص نظرا لضعف الرواتب وغياب الأمان الوظيفي، ويرى أنه ليس من العدل الانتظار طوال تلك السنوات ثم يتم تحويلهم للقطاع الخاص، ويتساءل الأسمري: ألسنا نحمل ذات المؤهلات ومصنفين من الهيئة السعودية للتخصصات، ومع ذلك تعج المستشفيات بالأجانب فإن كانت هناك وظائف كما يحدث الآن فالمواطنون أولى بها. أين حلول اللجنة؟ الاحصائيات تشير إلى أن المنتظرين على الرصيف يزيد عددهم على 15 ألف وتواترت أنباء أن لجنة وزارية تدرس أوضاعهم؛ لكن مضى أكثر من 3 أشهر ولا شيء يلوح في الأفق وطبقا لبعض الخريجين، فإن بعض القطاعات الصحية تدعي أن مؤهلاتهم غير كافية ويردون على ذلك بالقول: أن بعضهم حصلوا على تقديرات كبيرة مكنتهم من الحصول على هيئة السعودية للتخصصات وناشد المتحدثون الجهات المعنية استحداث وظائف لاستيعاب العدد الكبير من الخريجين لتؤمن لهم لقمة العيش الكريم، وتمكنهم من سداد الديون، وتأمين مستقبلهم، الخريجون يردون على مزاعم تواضع مستوياتهم الفنية بالقول إنها حجج واهية ومزاعم لا أساس لها من الصحة فقد حصلوا على التصنيف لكن ما يقال هو حجة بغرض التخلص من أعباء توظيفهم. الإغلاق .. قرار في الطريق مصادر في هيئة التخصصات الصحية ذكرت ل«عكاظ» انه سيتم بدء العمل على اغلاق المعاهد الأهلية بعد عامين كحد أقصى وفقا للتعليمات في هذا الشأن بشرط، أن تعمل على إعادة تأهيل خريجيها السابقين وطبقا للمصدر فإن لجنة وزارية تعمل على ذلك وأشارت ذات المصادر إلى أن الهيئة حددت 4 فرص لكل طالب وطالبة لاجتياز اختبارات التخصصات الصحية، بدلا من نظام الفرص المفتوحة المعمول به سابقا في الهيئة قبل استبعاده من ممارسة المهنة. الصحة: لا تهاون في التوطين يشار إلى أن وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة أصدر تعليمات مؤخرا لجميع القطاعات الصحية باتخاذ الخطوات اللازمة باستيعاب حملة الدبلومات الصحية تنفيذا للأمر السامي بالموافقة على الخطة التفصيلية والجدول الزمني لمعالجة تزايد حاملي الدبلومات الصحية، خصوصا أن الخطة تضمنت برنامجا زمنيا لاستيعاب خريجي الدبلومات الصحية من خلال الترتيبات الواردة في الخطة. وطالب الوزير كافة القطاعات الصحية اعتبار أية وظيفة فني شاغرة أو معين عليها متعاقد متاحة للتعيين عليها من خريجي الدبلومات الصحية السعوديين، وتوجيه الموارد البشرية في تلك القطاعات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتوظيف الكفاءات مع التنسيق مع الجامعات السعودية لإعداد برامج التأهيل اللازمة لتطوير قدرات الكفاءات بما يحقق رفع المستوى المهني لهم لتغطية متطلبات العمل بهذه الوظائف. وبين الربيعة، أن توظيف أبناء وبنات الوطن هدف استراتيجي تحرص الدولة على تحقيقه، لافتا إلى أن الأصل أن جميع الوظائف المتاحة مخصصة للكفاءات السعودية، ويحتم على القطاعات الصحية تحقيق إحدى الأولويات القصوى للدولة في توظيف المواطنين المؤهلين للعمل لما يشكله ذلك من إيجابيات كبيرة للقطاع، وما يحققه من استقرار لأبناء وبنات الوطن من حملة الدبلومات الصحية. ألف ريال لكل خريج مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» إبراهيم المعيقل ذكر في تصريحات صحفية نشرت مؤخرا عن التزام الصندوق بصرف ألف ريال مكافأة شهرية لخريجي المعاهد الصحية الأهلية الذين ستتم إعادة تأهيلهم بعد تعثرهم في اجتياز اختبار الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وألزم الصندوق وفقا لموقعه الإلكتروني كليات المجتمع والمعاهد الصحية بإكمال تأهيل خريجيهم الذين لم يجتازوا الاختبار خلال عامين بحد أقصى على أن يتم استيعابهم بعد ذلك في القطاع الخاص الذي يعاني عجزا كبيرا في الكوادر الفنية والتمريضية. وقال التقرير إن التحرك من جانب الصندوق جاء ترجمة للأمر الملكي الكريم الذي يقضي بمعالجة تزايد أعداد خريجي الجامعات وحاملي الدبلومات الصحية الذين لم يتمكنوا من اجتياز اختبار الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وأوضح أنه في حال تعثر الطالب أيضا في اجتياز الفرص الأربع التي ستتاح له، يتم إلزامه بدفع رسوم سنة واحدة للتقوية بما يتجاوز 50 في المائة من إجمالي الرسوم السنوية. كما يلتزم الطالب أيضا بدفع تكاليف الاختبار. وأشارت الهيئة إلى إلزام الجهات الراغبة في إغلاق النشاط أو تغييره بتسوية أوضاع متدربيها، بحيث تكون مسؤولة عن تدريبهم بالتعاون مع أية جهة أخرى.