نحن بحاجة وبسرعة إلى إعادة تأهيل حركتنا الفكرية والسير بسرعة والعمل الجاد والمضاعف والمكثف لا العمل لرفع العتب .. لا يزال يعتقد الكثيرون أن التعليم المدرسي العادي والاهتمام بالكم رغم أهميته لا بالكيف كافيا لأن ينقلنا من حال إلى حال أفضل وهذا وهم كبير في تطور المجتمعات، ولا يمكن أن يتحقق دون حركة إبداعية فيها فهي الكفيلة بانتقال المجتمع الى الأفضل .. فالتعليم النوعي ومنه التعليم عن طريق نقل المعرفة، هو المرحلة الأهم لتطوير قدرات ومعارف الفرد وبذلك المجتمعات .. وهناك الكثير من المجتمعات قد سبقتنا في ذلك وأعطت خير مثال في نقل شعوبها من شعوب مستهلكة فقيرة إلى شعوب منتجة ومصدرة ورائدة .. ومنها على سبيل المثال لا الحصر ماليزيا، كوريا الجنوبية، البرازيل وغيرها .. فلا بد إذن من وضع سلم الأولويات المعرفية التي تساعد على تطوير الإنسان وقدراته الإبداعية، ووضع خطط وبرامج واستراتيجيات واضحة يقوم عليها الخبراء والمختصون والمفكرون في هذا المجال، كما يجب توفير المناخ الإبداعي المناسب والمشجع والحامي للأفكار والمفكرين وتضافر كل الجهود لإنجاحها .. وبما أن التحديات كبيرة والحاجات عظيمة والقدرات المالية والبشرية متوفرة، لابد من الالتفات إلى هذا الجانب المهم جدا، بل الأهم في نقل المعرفة من الآخر وإيجاد السبل الكفيلة لذلك .. كما ندعو للتفكير الجاد بإدخال نقل المعرفة والعلوم والتكنولوجيا كأحد أهم أدوات التعليم والنقل فالاستفادة من تجارب الآخرين، هو عين الحكمة .. ونقل المعرفة ووضع هدفها الأول في تطوير أهم رأسمال ألا وهو رأس المال البشري (الانسان) .. هذه الثنائية فقط تمثل الحل الوحيد والطريق الاقصر والأمثل للرقي بالأمم والنهوض بها من ركودها الفكري والمعرفي .. إيجاد السبل الكفيلة بنقل المعرفة لتأسيس المرحلة الأولى بشكل صحيح، يتطلب أولا وجود استراتيجيات وبرامج وطرق واضحة ومناخ مناسب وخلق قنوات اتصال مناسبة، ومد جسور تبادل المعرفة مع الآخر الذي يملكها .. من معارض ومؤتمرات وورش عمل وأستضافة مفكرين بالإضافة إلى الطرق المعتادة من ابتعاث الطلبة الدارسين والباحثين لتكملة تحصيلهم العلمي النوعي في مراكز العلوم العالمية المتقدمة، وإيجاد فرص مناسبة لهم عند العودة .. فليكن إذن هدفنا الإنسان وتطوير قدراته وإمكاناته المعرفية والفكرية. د. محمد خيري آل مرشد