بعد رحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- كتب الله التوفيق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- باختياره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد خلفا لأخيه فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية نايف الأمن والأمان. والأمير سلمان أحد أعمدة الحكم والحكمة في هذه البلاد، رجل خبرته السياسة والإدارة وخبرها جيدا، وهو بلا شك امتداد لمدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود -طيب الله ثراه- وامتداد لمدرسة الأمير نايف -يرحمه الله- وليس بالبعيد عن صناعة القرار والحكم والإدارة من خلال السنوات الطويلة التي أمضاها سموه في المناصب التي تقلدها وفي إمارة الرياض، التي أمضى عقودا طويلة فيها، وإمارة هي الثقل الأكبر والعاصمة التي حولها الأمير سلمان من قرية صغيرة وبيوت متناثرة من الطين واللبن إلى واحدة من أكبر العواصم وأكثرها نموا وتقدما ونهضة وتنظيما. لقد تشرفت بالعمل قريبا من الأمير سلمان لما يربو على الثمانية عشر عاما، عرفت فيها هذا الرجل الكبير بأخلاقه ونبله وحكمته وسرعة بديهته التي يندر أن تجد مثلها بين الرجال، وحزم في اتخاذ القرار، وقدوة في الالتزام والانضباط والدقة في المواعيد وإعطاء العمل في خدمة وطنه ومواطنيه جل وقته دون كلل أو ملل. والأمير سلمان بن عبدالعزيز بكل هذا الحزم رجل تقرأ اللين في كلماته وفي مواقفه الإنسانية ورعايته الأبوية للمحتاجين ولفئات ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ليس في داخل الوطن وحسب، ولكن أياديه البيضاء تمتد بالعون لمن يحتاجها حتى خارج حدود الوطن. والأمير سلمان بن عبدالعزيز، يستحق بحق أن يوصف بأمير الوفاء، فموقفه الأخوي النبيل بمرافقته لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- لمدة حولين كاملين خلال فترة علاجه حتى أسلم روحه إلى بارئها راحت مضرب مثل في وفاء الأخ لأخيه، والمشهد المهيب لدمعة سلمان على فقد أخويه الراحلين الأمير سلطان والأمير نايف لن تبرح ذاكرة كل أبناء هذا الوطن، ولن أبالغ إذا قلت إنني سمعت بأذني صديقا لي يقول لأخيه «جعلك تحبني حب سلمان لسلطان»، نعم، هكذا يصبح وفاء العظماء مضرب مثل يجوب الأفاق لأنه من القلب ولأنه من كبير بقامة سلمان بن عبدالعزيز. الأمير سلمان خير خلف لخير سلف، نسأل الله له العون والتوفيق في مهامه الجسام وأن يكون خير عون لأخيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل خير لإعلاء كلمة الله ورفعة هذا الوطن ونفع مواطنيه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة