ورد في إحدى القنوات الإخبارية خبر علمي تضمن قيام مجموعة من طلاب كلية المهن التطبيقية في إحدى الجامعات العربية وتحديدا في فلسطينالمحتلة باختراع وتطوير كرسي كهربائي متحرك خاص بالمعاقين والمصابين بالشلل الرباعي. كما جاء في الخبر أن الصناعة تميزت بتوفر مزايا عدة منها سهولة الاستخدام للكرسي، وخفة الوزن وإمكانية المستخدم من غير القادرين على الحركة التحكم في تشغيل الكرسي من خلال الإشارات الحركية التى تصدر من المستخدم مثل حركة العين أحيانا، وبذلك يمكن للكرسي أن يحاكي الجسم، ويستجيب إلى طلبات المستخدم الوظيفية. الأمر إلى هنا ليس فيه الكثير من الاندهاش حيث يمكن أن تكون هناك اختراعات مماثلة لكراسي مماثلة من صنع الدول الصناعية والغربية والتي تمتلئ بها أسواقنا المفتوحة، ولكن الجديد أو التميز الذي جاء به هذا الخبر أو الاختراع يتمثل في أن هذه الصناعة المبتكرة مقارنة بما هو موجود منخفضة التكلفة بحيث يمكن للمستخدم صاحب الإعاقة الحصول على الكرسي بأسعار منافسة تقل عن أسعار السوق بنسبة 90 في المئة من قيمة الكرسي المماثل والمصنوع في دول غربية والموجود في الأسواق المحلية. والحقيقة أن هذا الاختراع وغيره يعطي دلالات كثيرة ومنها أن الاختراعات التي تأتينا من الغرب ليست معجزة بحيث تكون حكرا على مجتمع دون الآخر. فهناك كثير من الصناعات والاختراعات التي يمكن أن تطور من قبل الطلاب الموهوبين في الجامعات العربية ولكن هؤلاء الطلاب في الكليات العلمية بحاجة إلى صقل مواهبهم ورعايتهم والاهتمام بهم ليس فقط إعلاميا ولكن معنوي وعملي واقتصادي، وذلك من خلال رعاية الفكرة وصاحبها ودعم المنتج من قبل الشركات في القطاع الخاص والمساعدة في تسويق الاختراع بحيث تكون قابله للتداول بين الناس في السوق، وبذلك يكون تشجيع الابتكار عمليا وليس إعلاميا وعندها يمكن للجامعات العربية أن تتنافس فيما بينها، ومعيار نجاحها هو نتائج الأبحاث العلمية والاختراعات وانعكاساتها على المجتمع، وعندها يمكن القول إن الاستثمار في التعليم ساهم في تحقيق العائد الاستثماري، وساعد في تحقيق التنافسية في مجال العلم والمعرفة. رئيس مجموعة الاقتصاد والتسويق [email protected]