التطلع للقاء والمعرفة والقرب من سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أمنية الجميع يتحفز لها ويرغب فيها كل من سمع به وأبهرته سيرته المحمودة. المهم أن ذلك ليس صعبا أو غير ممكن مع الأمير سلمان فالتواصل معه أسهل بكثير حتى من بعض المسؤولين الآخرين. المفارقة أن الأمير سلمان يستشعر منذ 50 عاما أمانة العمل وعبء الولاية التي حملها مذ كان يافعا. وإذا كانت ملامح النبوغ بدت في سموه مبكرا حين استلم إمارة الرياض وهو في العشرينات من عمره فإن ذلكم الحدس لم يخطئ . فأصبح أحد أبرز أمراء التاريخ حكمة وسياسة وذكاء وإدارة. قبل خمسة عشر عاما تقريبا كنت أعمل مستشارا شرعيا في أمانة مدينة الرياض وتقرر وضع حجر الأساس لمركز شركة الرياض للتعمير. صباحا حين قدوم سمو الأمير سلمان مبكرا إلى مقر عمله في مقر الحكم بالرياض طلب مني أن أقرأ القرآن لحفل الافتتاح فحضرت مبكرا متحفزا لهذا الشرف والمشاركة في تلك المناسبة. كالعادة ساعة سلمان الدقيقة التي لا تحتمل التجاوز ولو لدقائق الثامنة صباحا بالضبط تتوقف سيارة سموه أمام السرادق المعد لحفل الافتتاح. كبار المسؤولين في الأمانة لم يحضروا بعد، أما راعي الحفل فكان أول الحضور مع علم الجميع أن موعد الحفل كان الساعة الثامنة صباحا. البعض اعتاد على التجاوزات الزمنية التي يحفل بها مجتمعنا وآخرون غلبهم النوم والنعاس، اضطرب الجميع لكن «سلمان الكبير» أخذ مكانه حتى تكامل الجميع فكان درسا لمن يعقل. ومن مشاهداتي مع «سلمان الإدارة» حيث حضرت عشرات المجالس له خصوصا إبان جلسته التي تنعقد في الثامنة صباحا وبعد صلاة الظهر وقربي من مقر قصر الحكم في سنوات عشر قضيتها في أمانة مدينة الرياض. أعلم أن البعض لن يتصور خصوصا من جيل الشباب الجديد أن أميرا ومسؤولا كبيرا مثل سلمان يعقد جلستين يستقبل المواطنين بكل بساطة وعفوية ينصت لحاجاتهم ويستمع لمطالبهم ويقضي حوائجهم. إنها مدرسة الأمير سلمان وكفى! شاهدت ذات مرة أحد المواطنين في جلسة صباحية باكرة يقدم «معروضه» يطلب تذاكر السفر لأحد البلدان العربية لعلاج أحد أبنائه. الأمير ينادي باسم الشخص صاحب الخطاب ويتحاور معه وكنت قريبا أستمع وإذا بالأمير يحاوره بلطف ويقول إن الدولة التي ترغب في السفر إليها لم تشتهر بطب متقدم وإنما اشتهرت ببعض أمور السحر والشعوذة. ثم قال سموه: اختر ما تريد من مستشفيات المملكة المتقدمة وسوف نقوم بعلاج ابنك بعناية خاصة. إنني أتساءل أين أولئك المسؤولون من هذه المدرسة وهم يشاهدون سموه المشغول بالهموم والأعمال والمسؤوليات ومع ذلك يتحسس هموم كل مواطن يفتح أبوابه بل حتى هاتفه الذي لا يتردد في سماع صوت من أي مكان. ثم ها هو ولي العهد يقدم الأنموذج الصالح في القيام بأمانة الولاية ومن ثم أحبه الناس وتباشروا بتعيين خادم الحرمين الشريفين له فهو الأب والأخ ولي الأمر القريب حقا من كل قلب مواطن ومواطنه. حظيت بجوار وصداقة سكرتير سموه الخاص الشاعر والأديب الراحل عبد الله بن عبد الرحمن السلوم رحمه الله، الذي كان نعم الأمين في صلاحه واستقامته وصدقه وحرصه وتحقيقه أمنيات سمو الأمير في قضاء حوائج الناس ونفعهم. ولقد شاهدت وغيري كذلك مدى تأثر سموه بفقد ذلكم الرجل الفاضل الذي كان يتوقد ذكاء ونصحا، وكان يسرد ويقص علي عددا من المواقف الإنسانية والأخلاقية لسمو الأمير مع المواطنين والتي لا يمكن حصرها وسردها. كانت قصيدته رحمه الله عندما سكن الأمير في قصره في جدة وتهنئته به من روائع الشعر تفيض بالمعاني الرائعة الجميلة الصادقة. ومن مآثر سمو الأمير سلمان حفظه الله وهي كثيرة أنه أعاد الروح لمحبي التاريخ وعاشقيه بعد أن كاد أن يندرس وينسى حيث تواطأت الجامعات على إغلاق أقسام التاريخ بحجة كثرة الخريجين. وصار خريجو التاريخ عالة على سوق العمل والجامعات كما يقولون. إلا أن سموه حفظه الله أعاد الروح وبثها للجميع بالتذكير بكلمته الخالدة من لا تاريخ له فلا حاضر له. بل لم يكتفِ بذلك فأحدث جوائز ومنحا للدراسات والبحوث واحتفى بالمؤرخين والباحثين والمهتمين. إن تعيين سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز في ولاية العهد والإجماع الذي كما يقول علماء أصول الفقه قل أن ينعقد قد تحقق وانعقد مع الأمير وولي العهد سلمان بن عبد العزيز الذي كرس جهده وحياته لوطنه ومواطنيه. فهنيئا للوطن وأهله. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة