عنيت القضية السورية بالكثير من المواقف إلا أن الموقف الروسي بعد أن وصل إلى هذا الحد جعلني أذهب بعيدا باحثا عن الدافع الخفي الذي جعل روسيا تواجه المجتمع الدولي بكامله. وتعلن صراحة للعالم أجمع رفضها لأي قرار ضد النظام السوري تحت البند السابع.. وخلال تحليلي للموقف الروسي وما تصرح به طيلة هذه الفترة جعلني أؤكد أن سوريا وما يدور في داخلها لا يمكن أن يأخذ هذه الدرجة من الأهمية، كما لا يمكن أن يكون من أجل مصالح ذاتية داخل سوريا حتى وإن كان ذلك واردا، إلا أنني أؤكد من خلال وجهة نظري أن الهدف أبعد من ذلك بكثير.. قبل واحد وعشرين عاما تفككت روسيا وفقدت مكانتها كقطب ثان مع أمريكا. إلا أن روسيا تجاوزت كثيرا من مشكلاتها. ومع بداية الثورات العربية كانت روسيا تتحين الفرصة لاتخاذ موقف، وكنت أعتقد أنها ستتخذ موقفا عندما بدأ حلف شمال الأطلسي وأمريكا التعامل مع النظام الليبي إلا أنها تركت الموضوع ولم تتخذ أي موقف. ومع بداية الثورة السورية حشدت كل طاقاتها وضمت إليها الصين، وأول مواقفها ومعها الصين اتخاذ الفيتو في مجلس الأمن وبعد ذلك تطورت مواقفها وأخذت تعلن مواقفها علنا. ونتيجة للموقف الروسي المتشدد لم يعد باستطاعة المجتمع الدولي اتخاذ أي خطوة لإنقاذ شعب يذبح صبح مساء أمام نظر العالم. والأكثر من ذلك اقتنع المجتمع الدولي أن الحل السوري بيد روسيا، هكذا يظهر. وللتأكيد فالملف السوري بكامله في يد روسيا.. وأخيرا.. أكدت روسيا عبر مواقفها أنها دولة فاعلة لها دور أساسي في إدارة المشكلات العالمية. كما أنها بصدد طرح مبادرة. وتقترح عقد مؤتمر دولي وتشترط حضور إيران في أي مؤتمر يعقد خاص بالصراع السوري. المهم.. يجب ألا يترك الوضع برمته لروسيا التي أقحمت الطائفية في الصراع الدائر في سوريا، والأكثر أهمية ألا تأتي بإيران في أي مؤتمر فهي طرف أساسي في قتل الشعب السوري، ودولة جبلت على خلق المشكلات في محيطها.