يستكين الزائر والمصطاف والقادم للمنطقة الشرقية في قرية تراثية أقيمت ضمن برنامج صيف ارامكو السعودية 2012 في الظهران، حيث يتوقف بهم المكان ويتحرك الزمان، فما إن تقترب خطواتهم من بابها القديم حتى يستمعوا لصوت السواني وخرير الماء، مشاهدين أولئك الرجال الذين طال بهم الزمن وهم جزء من هوية المكان حيث يقفون متراصين حاملين «مساحي» يضربون بها الأرض في صورة تعبيرية عن حرفة كانوا يؤدونها في الماضي أثناء حرث الأرض، وتصاحبهم أهازيج يرددونها لتكون حافزا وتشجيعا لمواصلة همتهم وإصرارهم على الإنجاز، إلى جانب صورة مضيئة تحكي البساطة والعفوية عبر مشاهد درامية لألعاب شعبية قديمة، وطريقة التعليم البدائية «الكتاتيب». علي وأكد المشرف على القرية طارق الرميح أنه تم تصميم القرية بطراز مستوحى من الماضي الجميل، مشيرا إلى أن الزائر لن يغادرها حتى يغترف من وهج الماضي، والتعرف على الأنشطة الأكثر شهرة في أنحاء المملكة. وبين الرميح ضرورة إبراز أصالة التراث السعودي ورفع مستوى الوعي الجماهيري بقيمة هذا الزخم الحضاري الذي يميز المملكة وشعبها على أرض مهرجان أرامكو السعودية الذي زاره حتى أمس قرابة 50 ألف زائر، فقد فتحت القرية التراثية نافذة لأجيال اليوم يطلون من خلالها على حرف الماضي و طريقة عيشهم وربطهم بالتراث العريق. وأشار الرميح إلى أن القرية وزعت إلى ثلاثة أركان رئيسية أولها البيئة الصحراوية، ويمثلها بيت من الشعر به عدد من المقتنيات المتنوعة يستعرض بداخله طريقة تأثيثه، والأدوات التي كان يستخدمها البدوي في خيمته وكيفية تعامل الإنسان معها، والركن الآخر البيئة البحرية التي جمعت عددا من العناوين التي تعبر عنها، مبينا وقوف «البانوش» وهو نوع من السفن كعلامة لهذه البيئة يضاف لها بعض من أدوات الصيد البحري كالشبك المخصص لصيد سمك الكنعد، والساليه لصيد السمك الصغير. بينما البيئة الزراعية عبارة عن بساتين متنوعة تجاورها بئر كبيرة لسقي المزروعات مجهزة بكامل الأدوات التي كانت تستخدم في ري المزروعات والبهائم مثل الدراجة والمحالة والغرب وغيرها من الأدوات. فيما يقف سوق القيصرية الشهير شامخا بما يحمل من منتجات وحرف تباع بداخله، ويعد السوق الأشهر بالأحساء ومن أعرق وأكبر الأسواق التراثية الشعبية في منطقة الخليج وقد كان في سنوات قليلة مضت وجهة كبرى لسكان المناطق والمحافظات والمدن السعودية ودول الخليج يرتادونه للتسوق لتنوع البضائع التي تعرض فيه سواء المنتجة محليا او التي يتم استيرادها والتي يعاد توزيعها الى مختلف مدن وسط المملكة والخليج وتميز السوق في الماضي بعرض منتجات الصناعات التقليدية الشعبية التي اشتهرت بها مدن وقرى الاحساء المختلفة. هذا إلى جوانب أخرى تحفل بها القرية كركن القهوة النجدية والدكة حيث يتناوب العديد من الشباب على ضيافة الزائرين بالقهوة العربية والشاي وحبات من الرطب، إضافة إلى الخبز الحساوي الطازج، كما ان القرية أتاحت الفرصة لاقتناء بعض من المصنوعات اليدوية والخشبية.