تكثفت الاشتباكات العنيفة وأعمال القصف في أنحاء مختلفة في سورية أمس، خاصة في دير الزور وحمص وريف دمشق ما أسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل منهم 29 جنديا نظاميا و10 جنود حاولوا الانشقاق عن الجيش في ريف العاصمة، فيما أقرت أنقرة بأن الطائرة الحربية التركية التي أسقطتها سوريا أمس الأول ربما تكون انتهكت المجال الجوي السوري بشكل غير متعمد، محاولة بذلك تهدئة الوضع بعد هذا الحادث الخطير الذي يؤجج التوتر بين البلدين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان البارحة أن 65 مدنيا قتلوا في محافظات حمص وحماة ودير الزور ودرعا وحلب وإدلب وريف دمشق فيما قتل مقاتل منشق في ريف دمشق و29 جنديا نظاميا في مواجهات في حلب ودير الزور وادلب وحماة وحمص وريف دمشق. وفي رد فعل على الحكومة السورية الجديدة التي أعلن عن تشكيلها أمس، شدد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا على أن ذلك يعتبر «تضليلا يشبه إعلان إلغاء حال الطوارئ» في سوريا لأن الرئيس السوري «لا يمكن أن يكون جزءا من الإصلاح». وقال سيدا إن عدم التغيير في وزارات الداخلية والخارجية والدفاع «دليل بأن لا تغيير حقيقيا». وفيما يتعلق بالتوتر بين دمشقوأنقرة الناجم عن إسقاط القوات السورية مقاتلة تركية أمس الأول، اعتمدت تركيا سياسة ضبط النفس وأعلنت انها تنتظر نتائج تحقيق كامل قبل ان تحدد ردها، حتى تتجنب استدراجها لمواجهة عسكرية، بحسب مراقبين. وقال الرئيس التركي عبد الله غول «عندما تفكرون في سرعة الطائرات لدى تحليقها فوق البحر، فمن الطبيعي ان تمر وتكرر المرور فوق الحدود فترة قصيرة من الوقت». وأضاف «هذه أمور غير متعمدة تحصل بسبب سرعة الطائرات». وفي حين اجمعت الصحافة التركية على توجيه الاتهامات للنظام السوري بسبب هذا الحادث مطالبة بجعله «يدفع الثمن»، اعتمد نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج موقفا معتدلا وقال «علينا الحفاظ على الهدوء، والا نسمح لانفسنا بالانجرار الى تصريحات ومواقف استفزازية». وأشار الى ان الطائرة ( اف-4 ) «كانت تقوم بمهمة استطلاع وتدريب» ولم تكن مجهزة بسلاح، معربا عن امله في ان تتضح ملابسات هذا الحادث في أسرع وقت. وعقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس اجتماعا مع وزير الخارجية احمد داود اوغلو الذي أجرى سلسلة لقاءات ايضا غداة اجتماع ازمة في انقرة. وكان متحدث باسم الجيش السوري أكد في بيان البارحة الأولى اسقاط الطائرة التركية «بعدما دخلت المجال الجوي السوري». واضاف المتحدث أن الرادارات السورية رصدت «هدفا غير محدد» دخل المجال الجوي السوري بسرعة قصوى على ارتفاع منخفض.