خيم الظلام الدامس على حي المطار في مدينة جازان أمس، بعد انقطاع التيار الكهربائي الذي استمر لمدة 14 ساعة ومازال حتى إعداد الخبر، نتيجة الأمطار التي تسببت في إعطاب المحول المغذي للحي، وانتقد عدد من سكان الحي تجاهل مكتب طوارئ شركة الكهرباء لاستغاثاتهم أو الرد على اتصالاتهم طيلة مدة انقطاع التيار. وأوضح المواطن خالد نابوش ل «عكاظ» أن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في إصابة عدد من مرضى الحساسية و (الربو) بضيق في التنفس نتيجة توقف أجهزة التكييف لمدة طويلة، وتطلب الأمر نقل بعضهم إلى طوارئ مستشفى جازان العام، ويضيف، «شهد الحي مساء أمس وإلى ساعات الصباح هجرة عدد من المواطنين ومغادرة مساكنهم والتوجه إلى الشقق المفروشة والفنادق تجنبا للحر الخانق»، ومازالت الكهرباء منقطعة تماما عن عدد كبير من المنازل حتى ساعة إعداد الخبر. وأرجع السكان، سبب الانقطاع، إلى عطل في المحول المغذي للحي، دون أن تتحرك الشركة لإصلاحه منذ مساء الخميس، فيما أكد عدد من أصحاب المحال التجارية والأهالي، تكبدهم خسائر مادية كبيرة بسبب تلف الأجهزة والكهربائية والأطعمة. «عكاظ» اتصلت بمدير شركة كهرباء جازان المهندس محمد عجيبي، لكن دون جدوى. واجتاحت عاصفة رملية قوية مصحوبة بأمطار متوسطة وصوائق رعدية، محافظة ضمد عصر أمس، تدنت معها الرؤية الأفقية إلى أقل من متر، وتسببت في تعطيل حركة السير في الشوارع والطرقات الداخلية والعامة وانقطاع في التيار الكهربائي لساعات، فيما حذرت إدارة الدفاع المدني من الخروج من المنازل والسير في الطرقات في مثل هذه الأجواء، فيما كثفت الدوريات الأمنية من المرور والشرطة تواجدها في شوارع المحافظة والطرقات العامة. وشهدت محافظات صبيا، أحد المسارحة، صامطة، أبو عريش، العارضة ومحافظات القطاع الجبلي وعدد من المحافظات والمراكز، مساء البارحة عواصف رعدية وأمطارا متفرغة ما بين الخفيفة والمتوسطة، وهنا دعت مديرية الدفاع المدني بجازان الجميع لأخذ الحيطة والحذر واتباع تعليمات السلامة، نظرا لما تشهده المنطقة من تقلبات جوية، وأكد مدير الدفاع المدني بجازان اللواء حسن القفيلي على ضرورة الابتعاد من مجاري الأودية وتجمع مياه الأمطار والسيول، خاصة في المنطقة الواقعة بين محافظتي العارضة وأبوعريش ووادي لجب، نظرا لغزارة الأمطار وانخفاض مستوى تلك المواقع ما قد يعرض مرتاديها للخطر، ودعا قائدي المركبات توخي الحطية أثناء القيادة في الليل على الطريق الدولي والطرق القريبة من مواقع جريان الأودية والتي تتعرض للأمطار الغزيرة. وشهدت منطقة عسير أمس، أمطاراً غزيرة سالت على إثرها بعض الأودية والشعاب، وشملت الأمطار مدينة أبها، ومحافظات خميس مشيط وسراة عبيدة وأحد رفيدة وعقبتي شعار وضلع، مما تسبب فى قطع بعض الطرق، وتواجدت الدوريات الأمنية في المواقع المزدحمة وفرق الدفاع المدني لمعالجة بعض المشاكل التى طرأت بعد الأمطار. من جهته، حذر مدير عام الدفاع المدني بعسير اللواء عبدالواحد الثبيتي من النزول في بطون الأودية، وتوخي الحذر لسالكي طريقي عقبتي ضلع وشعار، مشيراً إلى أن إدارته مستعدة لكافة الاحتمالات خلال هطول الأمطار في المناطق الجبلية وسفوحها وسهولها. وقال: «هناك تمشيط من قبل دوريات السلامة لكافة مناطق عسير تحسبا لأي طارئ ، وفق آلية عمل متكاملة، ومتابعة التنبيهات التي ترد من مصلحة الأرصاد». كما شهدت محافظات وقرى وهجر تهامة عسير مساء أمس الأول، موجة غبار كثيف، تسببت في انعدام الرؤية الأفقية في بعض الطرقات، فيما خيم الغبار الموسمي على محايل عسير والمراكز التابعة لها في مشهد شبه سنوي في مثل هذه الأيام من كل عام، وشملت محافظة المجاردة وبارق ومراكزها التابعة لها. الغبار الكثيف، دعا المواطنين والمقيمين إلى المسارعة على شراء الكمامات الواقية من الصيدليات والمحال التجارية، فيما استنفرت الفرق الطبية في مستشفى محايل العام تحسبا لوصول أعداد كبيرة من المرضى الذين يعانون من الحساسية والربو. من جهتها انتشرت دوريات المرور على الطرق السريعة لتنظيم حركة السير، وشهدت الطرق المؤدية إلى مراكز ساحل عسير انعدام لرؤية مما حدا بعابري الطرق إلى التوقف خاصة في الليل. من جانبها دعت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة عسير عابري الطرق من القيادة وأخذ الحيطة والحذر خاصة في الأجواء المغبرة. واستبشر عدد من سكان تهامة عسير، بقدوم موسم الغبار، وأوضحوا ل «عكاظ» أن قدوم الغبار يعني للمزارعين مقدمة لهطول الأمطار الغزيرة في قادم الأيام. من جهة ثانية، حفزت الأجواء الخلابة والضباب الذي خيم على منطقة عسير هذه الأيام الأسر والشباب، على الخروج إلى متنزهات «السودة»، «الفرعاء» و«دلغان» للتمتع بنسيم الهواء البارد، خاصة وأن هطول الأمطار الأخيرة على المنطقة ساعدت في زيادة الرقعة الخضراء في الجبال المحيطة، ما ينبئ بصيف معتدل في المنطقة عموما، في الوقت الذي تولت فيه دوريات المرور تنظيم حركة السير داخل وخارج المواقع السياحية، ينتشر الباعة الجائلون على طول الطريق المؤدي إلى متنزه السودة السياحي. وأوضح ل«عكاظ» محمد العاصمي من سكان مركز السودة بأنه يستغل هذه الأيام من كل عام للخروج بشكل شبه يومي بصحبة أسرته إلى غابات السودة الخضراء للتمتع بالأجواء الخلابة، قبل تدفق موجات المصطافين الذين تزدحم بهم الطرقات المؤدية إلى المتنزهات الوطنية، يضيف: باتت السودة مقصدا للسياح لتوفر كافة الخدمات من فنادق وشقق سكنية ومتنزهات سياحية ذات جودة عالية، فضلا عن القرى السياحية وغيرها من المقومات الجذابة للمصطافين. وأكد علي الفيفي «بائع عسل جائل» انتعاش تجارة بيع العسل في مثل هذه الأيام من كل عام»، وقال: الأجواء المعتدلة تشجع أهالي المنطقة على الخروج إلى المتنزهات وأيضا المصطافين خاصة في نهاية الأسبوع، حيث يقبل الجميع على شراء العسل، وختم بالقول: «ينتشر باعة العسل في طرقات «السودة» التي تشهد حركة نشطة، وتحديدا في إجازة نهاية الأسبوع». وغير بعيد عن الطريق العام المؤدي إلى متنزه السودة، يتخذ «فايع» وهو شاب في الخامسة عشرة من العمر، موقعا له لبيع الفطائر الشعبية المعدة في المنزل، إلى جانب الشاي والحليب، وذكر فايع أنه يمارس مهنة البيع في إجازة نهاية الأسبوع، وفي مواسم الصيف لاستغلال إجازته في شيء يعود عليه بالنفع هو وأسرته.