يخوض منتخبا ألمانيا واليونان اليوم في أرينا غدانسك، لقاء مثقلا بمحطات البغض بين البلدين سياسيا، وذلك في إطار لقاءات دور ربع النهائي ببطولة أمم أوروبا المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا. وتمثل المواجهة خيارا مهما للمنتخبين، إذ لا بد من فائز ليواصل السير نحو نصف النهائي، فيما الخاسر يحزم الحقائب عائدا إلى حيث أتى. المنتخب الألماني الأوحد من حقق العلامة الكاملة في الدور الأول وحضر لموقعة اليوم متصدرا مجموعته من ثلاثة انتصارات خلفتها لقاءاته مع البرتغال وهولندا والدانمارك، ويبدو أنه ساع إلى إكمال مشواره إلى نصف النهائي، دون أن يترك لفرصة المفاجآت أن تسيطر على مجريات لقاء اليوم. ويعلم مدرب «المانشافت» يواكيم لوف أنه أمام منتخب يعتمر الإغلاق والبحث عن أخطاء منافسه، ويبتعد بمسافات عن الضغط النفسي، إذ لم يكن ضمن المعنيين بالتأهل لهذا الدور، بل ظل الرضا سيد الموقف بين جماهيره ومسئوليه ولاعبيه وهم يصلون إلى هذا الدور من البطولة، بما يعني أن ثمة ضغوطا تقع على المنتخب الألماني من كل النواحي التي تخصه. وتمثل منتخب «المكائن الألمانية» أنه أحد الفرق الثابتة في مستواها الفني والنتائجي وسعي مدربه إلى إقرار توليف واحد جاد ومنظم، لا يرتكب الكثير من الأخطاء ولا يغير استراتيجياته مهما تشكلت أساليب المنافسين أمامه، وبالتالي قد يعود اليوم جيروم إلى موقعه السابق في الطرف الدفاعي الأيمن بعد إيقافه عن اللقاء الماضي أمام الدانمارك بداعي بطاقتين صفراوين، لينضم إلى الطاقم الدفاعي المكون من وماتس هوملز وهولغر بادشتوبر وفيليب لام، ووسط يعتبر أفضل خطوط المنتخبات المشاركة في أمم أوروبا يتمثله الرباعي سامي خضيرة وباستيان شفاينشتايغر وتوماس مولر ومسعود أوزيل، ويظل بودولسكي وماريو غوميز الورقتين المهمتين في أجندة المدرب يواكيم لوف، التواق دائما للاستعانة بخبرة ميرسلاف كلوزة في الأوقات العصيبة. وعلى الجانب اليوناني الذي وصل من الطريق الشائك، في مجموعة صعبة جمعت الدب الروسي وبولندا وتشيكيا، وبات عليه لزاما المرور من عقبة المنتخب الألماني، إذ يعي مدرب اليونان فرناندو سانتوس أنه يواجه خصما عنيدا، يلعب الكرة المنظمة، ويغلب على أدائه التكتيك الثقيل، بما يعني أنه لن يغامر بلعب مفتوح، أو تسرع قد يجلب له الخسارة برقم كبير، ويعرف أن عليه تأمين المنطقة التي تأتي أمام حارس مرماه كوستاس شالكياس، وأن على مدافعيه اللعب بمبدأي الحذر والحرص، من خلال أنه يلعب أمام منتخب يجيد التقاطعات الهجومية وتبادل المراكز، ويمتلك جملة من الهدافين في الهجوم والوسط، بما يعني أن على الرباعي فاسيليس توروسيديس وسقراطيس باباستاتوبولوس وافرام بابادوبولوس وجوزيه هوليباس، التعاطي مع هذه المواجهة بعناية تامة، إذ لا مجال للخطأ، ويبقى الدور المهم على خط الوسط أن يقوم بأدواره الدفاعية لفك الحصار المتوقع على خطه الأخير، فيما التقدم الخاطف نحو مرمى نوير بالتمرير الدقيق بين الخماسي يانيس مارياتيس وكوستاس كاتسورانيس وسوتيريس نينيس ويورغوس ساماراس، وإتقان الصناعة الهجومية باعتبار أن المقومات العامة في المنتخبين تعطي مؤشراتها أن المواجهة ستكون من جانب الألمان من خلال المبادرات الهجومية. اللقاء لن يكون سهلا لأي منهما، غير أن الألمان يخشون من مفاجأة «إغريقية»، بينما يحذر اليونانيون من الوقوع في نتيجة كوارثية أمام فريق مدجج بلاعبين مهرة ومتمرسين، تسقط أمامهم الأرقام الكبيرة دونما عناء