المصاب ولا شك كبير بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله. نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره ولكن أرواحنا قلقة مثقلة بفقدان رجل الأمن الأول ولي العهد ووزير الداخلية، فرحيل شخصية وطنية سياسية مهمة بحجم الأمير نايف لا بد أن يترك فراغا كبيرا في واقع الحياة وتداعيات التغيير المرتقبة. عاش الشعب السعودي أسبوعا حزينا منذ سماع نبأ وفاة الأمير نايف رحمه الله. لكن سريعا وبثقة، من الله علينا بنعمة تجسدت في حكمة خادم الحرمين الشريفين وقدرته الفذة على التعاطي مع المستجدات والفواجع مهما كانت آثارها ومهما كان حجمها. فقبل أقل من عام ودع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وهاهو يودع ولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز. وبالصبر والحكمة نفسهما ورغم فداحة المصاب ظل خادم الحرمين أطال الله في عمره متسلحا بقوة الإيمان والقدرة على تجاوز المصاب والعبور بالبلاد نحو شاطئ الاستقرار والأمان. ليس هينا على أي إنسان منا أن يفقد اثنين من إخوته في عام واحد فما بالك بأن يفقد قائد الوطن خادم الحرمين الشريفين أخوين هما بحجم سلطان ونايف، أخوين مؤثرين في مسيرة البلاد في حربها وأمنها: سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، ونايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. ولكنه قائد حكيم محنك مؤمن بقضاء الله، قادر على تخطي العقبات الشديدة، والمصاب مهما كان جللا. فقد أبدى حفظه الله نبلا وجلدا جعلاه يكون في مقدمة مستقبلي جثمان الفقيدين لدى وصولهما إلى أرض الوطن، كما كان متحاملا على أوجاعه ليكون في مقدمة المصلين على الفقيدين متقبلا التعازي والمواساة من قادة العالم العربي والإسلامي ومن جموع المواطنين في الرياض ومكة المكرمة والطائف. وكما أشار البعض، فإن الأمرين الملكيين اللذين أصدرهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية، «أكدا بشكل مطلق متانة نظام الحكم واستقرار بنية الدولة في المملكة، وحصافة الأساس السياسي والتشريعي الذي تستند إليه مسيرة البناء وصناعة المستقبل» . أعان الله قادة وطننا جميعا وعزز مسيرتهم بالحكمة وبعد النظر لحماية أمن الوطن والسير به نحو المزيد من الاستقرار والتقدم لغدٍ أفضل.. ليس لنا إزاء قضاء الله وقدره إلا التسليم، وتقديم خالص العزاء لخادم الحرمين ولأبناء وبنات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وكافة أسرته الكريمة ولوطننا بأسره. رحم الله الفقيد وغفر له وأسكنه فسيح جناته و «إنا لله وإنا إليه راجعون».