يوم من الدمع أبكى السهل والجبلا والحزن شق إلى أعماقنا سبلا واستوطن الوجد آهات نصعدها ما أفدح الموت أدمى القلب والمقلا **** القاعدون خلف شاشات الوداع.. واقفون.. الحزن يسكن ظلهم.. يسير في أقدامهم.. يتربع في المحاجر.. يدمي شهيق.. الأفئدة وذاك الشريط.. دمع أحمر.. بالدمع يصهل.. يعيد إعلان الفاجعة.. على لهيب الفقد كان الرحيل.. هتاف الفزع.. مات البطل..! فنعاه مسقط رأسه.. وقلب نجد.. وأربع الوطنِ.. سماء أحداقنا حالكة.. بغيمة الأسى ملبدة.. الغمة في الشوارع تسري.. تستوطن أحشاء الأرصفة.. الأرض تنعى البطل.. ترتل النشيج.. في صرخة الطفل.. في عبرة الشيخ.. وآهات الفتى.. هنا.. وهناك.. وخلف ذا.. وذاك.. الناس من محاجرها.. تطل شمس الفاجعة.. الكل في فزع يتساءلون.. حقا رحلت.. «نايف» الأمن.. صديق الصقور! الناس في وطني.. صدورهم بالغمام.. مثقلة.. مثل الشوارع.. مثل السماء.. من الشعاع.. فارغة يا سيدي.. أتذكر.. ذاك الطفل الذي قبلته.. وفي أحضانك أنخت أوجاعه.. اليوم جاء باكيا.. و بالأسى مسربل.. يتساءل متنهدا.. لم يا أبتاه تركتني..! يروي لرفاقه فجأة المنية الخاطفة.. ملامحه بالعبرات مكبلة.. يبلل الحزن شفتيه.. والموت يسكن في العميق.. يعاود السؤال في هلع.. أبتاه.. أرحلت إلى الشمال.. أم إلى الجنوب..؟ يهرول خائفا.. والدمع يخنق.. أحرفه.. غادرت أرضا وفي الأرواح.. لك مستقر.. يا بني آدم.. لا تندبوا بطلا.. في ثرى مكة قد دفن.. لا تسكبوا الدمع على قبره.. فقلوبنا وفردوس ربي.. ل«نايف».. مقر..