بغياب سمو الأمير نايف تفقد المملكة أحد أبرز ركائز الحكم الذي عمل على بناء الدولة السعودية الثالثة منذ ولاه والده الملك عبدالعزيز إمارة منطقة الرياض وهو في مقتبل العمر. ومنذ عمل الأمير نايف مساعداً للأمير فهد بن عبدالعزيز في وزارة الداخلية إبان عهد الملك فيصل ثم وزيرا لها في العهود المتلاحقة اتصف الأمير نايف بالحكمة والحنكة في إدارة أعقد المشاكل الأمنية التي احيطت بالمملكة خصوصاً بعدما ضربت موجة الإرهاب دول المنطقة بأعاصيرها العاتية إلا أن الأمير نايف تمكن بفضل الله من محاصرة هذه الموجة وذلك من خلال نجاح قوى الأمن بتفكيك خلايا تنظيم القاعدة ورغم ان مجتمع هذه الخلايا وفكرها التكفيري شكل تحدياً داخلياً للمجتمع والدولة في المملكة إلا أن الأمير نايف عالجها بنجاح بأمر لفت أنظاركبار دول العالم ممن أصيبت بمشاكل الإرهاب وكان لأسلوبه رحمه الله في استيعاب ابعاد هذه الظاهرة محلياً وإقليمياً ودولياً الدور المؤثر في رجوع كثير من مرتكبيها إلى جادة الحق والاندماج في المجتمع من خلال البرامج التثقيفية والتأهيلية وذلك بدعم كبير ومتابعة مستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تحسس بدوره فداحة هذه المشكلة في جميع ابعادها فاقترح إنشاء مركز دولي للإرهاب والأمير نايف تميز طوال تجربته في وزارة الداخلية بتحكيم مفهوم الأمن الوطني الشامل حيث كان يردد دائماً انه لا توجد تنمية اقتصادية دون استقرار اجتماعي وهو ما جعله يولي ظاهرة البطالة كبير اهتمامه حتى انه في مواقع عديدة رأيناه يوجه اللوم للقطاع الخاص بسبب تخليه عن مسؤوليته الأخلاقية في توطين العمالة وهو صاحب مبادرة فرض نسبة من السعودة في هذا القطاع وظلت قضية السعودة والمحافظة على الاستقرار الاجتماعي والتنمية الشاملة هاجساً مستمراً حتى آخر لحظة من حياته. !!Article.extended.picture_caption!!