اتفق عدد من المسؤولين على أن رحيل ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز يمثل خسارة للأمتين العربية والإسلامية، مستذكرين حرصه على كفكفة دموع الأيتام ومساعدة المحتاجين بمختلف فئاتهم. وسردوا في حديثهم ل«عكاظ» العديد من المواقف التي تثبت إنسانيته وأخلاقه الكريمة، وإنجاز ما هو مطلوب منه بدقة، لافتين إلى أنه كان يحرص على خدمة الحجاج والمعتمرين وتذليل العقوبات التي تعترضهم. ووصفت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لأولياء أمور ذوي الإعاقة صاحبة السمو الاميرة لطيفة بنت ثنيان بن محمد آل سعود رحيل الأمير نايف بن عبدالعزيز ب«المصاب الجلل»، مشيرة إلى أن الأمتين العربية والإسلامية خسرتا برحيله شخصية فذة أفنت حياتها في خدمة المسلمين. وقالت «لن أنسى دعمه اللا محدود للقضايا الانسانية والايتام وذوي الاعاقة، ولي مع سموه رحمه الله مواقف عدة تثبت إنسانيته يعجز اللسان عن سردها»، لافتة إلى أنه كان بمثابة الأب الحنون للجميع. إلى ذلك، أكدت المستشارة الاجتماعية ومدير عام الإشراف الاجتماعي النسائي في منطقة مكةالمكرمة سابقا نورة بنت عبدالعزيز آل الشيخ أن للأمير نايف رحمه الله مواقف عدة في دعم المرأة والايتام، موضحة أنها سألته في احد الملتقيات في الغرفة التجارية في جدة عن تقنين عمل المرأة فأجابها رحمه الله بأن الأطر التي تحرص عليها الدولة هي أطر شرعية لا تنازل عنها. وبينت أن لسموه مواقف عدة في تسهيل الاجراءات وتسريع حصول الايتام من ذوي الظروف الخاصة على الهوية الوطنية، وتوفير الأعمال لهم، لافتة إلى أن المواطنين والمقيمين يدينون بالفضل بعد الله للأمير نايف في تمتعهم بالأمن والأمان في هذه البلاد، لافتة إلى أن المرأة السعودية تتنقل في ارجاء البلاد دون ان تشعر بالخوف والغربة؛ لاستتباب الأمن. وأفادت أن الأمير نايف ساعد المرأة للحصول على الهوية الوطنية، فضلا عن أنه ساعد المطلقة والمهجورة على الهوية الوطنية وكذلك المرأة المعدد زوجها بحصولها وأبنائها على هوية مستقلة، موضحة أن لسموه العديد من المواقف الإنسانية مع الأيتام والاسر الحاضنة، كان آخرها أمره بتسهيل إصدار وثائق سفر لأربع حالات علاجية لأيتام، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته. من جهته، رأى رئيس منظمة السياحة العربية الدكتور بندر بن فهد آل فهيد أن الأمير نايف رحمه الله سيبقى نبراسا يضيء بما قدم من افكار وقيم ومواقف نبيلة، لافتا إلى أن سموه رحمه الله لا يتردد في الإجابة على استفساراتهم حتى بعد منتصف الليل. وقال آل فهيد «عندما انتخبت للجنة الوطنية للحج والعمرة والسياحة كان الأمير نايف يوصينا ويشدد على أهمية خدمة الحجاج والمعتمرين، ويقول خدمتهم فيها الأجر والثواب ويتجاوب معنا رحمه الله في تذليل الصعاب»، لافتا إلى أنه حرص على دعم الجمعية السعودية لرعاية الاسر السعودية في الخارج (أواصر). وبين أنه كان هناك خط هاتف مفتوح للتواصل مع سموه في أي وقت، مشيرا إلى انه قبل أن يكون رئيسا فخريا للجمعية، أمر بأن يمثل وزارة الداخلية في الجمعية وكيل الوزارة لشؤون المناطق، ووجه بزيارة الاسر ودعمهم معنويا وماديا. وأفاد آل فهيد أن الأمير نايف رحمه الله كان من أول الداعمين للمنظمة السياحة العربية، وفقا لسياسة المملكة في دعمها لكل عمل عربي، لافتا إلى أنه كان يتصل بسموه في أي وقت ويجد الإجابة الشافية والمقترحات الناجعة المفيدة. بدوره، رأى عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد عمر الزيلعي أن رحيل الأمير نايف رحمه الله يمثل خسارة للأمتين العربية والإنسانية، لافتا إلى أن سموه أرسى استراتيجية لمحاربة التطرف والإرهاب جديرة بأن تدرس في الجامعات الأمنية. وقال «تميز الفقيد بالفكر النير والأناة، يزن الكلمات بدقة ويضعها بموضعها لم يحصل انه استدرك على اي كلام من كلماته، ولقد شرفت بالعمل معه رحمه الله عندما كان رئيسا للهيئة العامة للسياحة والاثار فكان دقيقا في نقاشاته وفي قراراته وتوجيهاته وحسن الادارة وتعلمنا منه الكثير». بينما، أكد المشرف على كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل الاعتدال السعودي الدكتور سعيد مسفر المالكي أن الأمير نايف أسهم في نشر ثقافة الاعتدال، إذ كان الراعي الأول لندوة الاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز، كما لسموه اليد الطولى في الحد من التطرف ومحاربة الارهاب ونشر الأمن والسلام. وأضاف «ما زلت أتذكر كلماته رحمه الله التي حثنا فيها على نشر مفاهيم الاعتدال لأنها وفق رأيه خيارنا الأول الذي تقوم عليه مرتكزاتنا الفكرية والثقافية».