رحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى جوار ربه.. ولم تفقده المملكة العربية السعودية وحدها.. ولم يفقده العالمان العربي والإسلامي وحدهما.. بل فقده العالم أجمع.. نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله قاهر الإرهاب الأول.. ومهندس الحرب عليه.. والسيف المسلط على رقبة كل إرهابي يصر على تسليم نفسه للشيطان.. وأب رؤوف رؤوم لكل من يعود عن خطئه من أبناء هذه البلاد إلى حضن وطنه الكبير.. وإلى قلب نايف الكبير. فقد العالم رجلا حكيما.. وسياسيا محنكا.. ومفكرا من طراز رفيع.. رجلا لا يمكن تعويضه.. فهو نادر بين الرجال في كل شيء.. ولطالما شكل بفكره ورؤيته وحزمه محور توازن أمني ليس في بلاده وحسب.. وليس إقليميا وحسب.. بل عالميا.. حتى أصبحت التجربة الثرية التي أرسى قواعدها ورؤاها الأمير نايف يرحمه الله مدرسة حقيقية تطبق أسسها وبرامجها في كل أنحاء الدنيا.. وأصبحت قدوة لكل الدول العازمة على التعاطي مع ملف الإرهاب للقضاء عليه. ونايف بن عبدالعزيز يرحمه الله نصير السنة النبوية.. وداعم حفظة كتاب الله.. ترثيه القلوب قبل الألسن.. ويجف المداد قبل أن يحصي مآثره الجمة ومناقبه التي يشهد بها القاصي والداني.. ويقر بشجاعته وحزمه العدو قبل الصديق.. نذر عمره لخدمة دينه ووطنه ومواطنيه.. أسلم الروح إلى بارئها وقد أدى الأمانة التي حملها في وجدانه وعلى عاتقه كما يليق بمؤمن.. وبفارس شهم.. وبأمير تشرفت الإمارة به.. وبأب حصن أبناءه ضد كل من يريد بهم الشر.. وبمرب فاضل ناصح المخطئ ممن انحرف فكرهم حتى عادوا إلى جادة الحق والصواب.. رحمك الله أيها الأمير الصالح.. وأكرم نزلك عنده.. وأراك ما بذلته من خير في صحيفة عملك نورا تطمئن له نفسك وروحك العطرة.