«الجامعات السعودية ... يجب أن تكون مستقلة ... بعيدة عن الثوب الحكومي ... إلخ». استغربت من هجوم أحد الدكاترة الأكاديميين العاملين في إحدى الجامعات السعودية، على معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم السابق، وذلك بسبب رأي قاله معاليه، عن الجامعات السعودية، وأنه يجب أن تكون مستقلة حتى تتمكن من المنافسة والإبداع، وهذا خلاصة ما قاله، وهذا ما هو معمول به في الجامعات العالمية المحترمة، فتلك الجامعات ذات استقلالية، وبعيدة كل البعد عن الثوب الحكومي، والشيء المؤلم أن ذلك الدكتور حاول أن يتناول تاريخ معالي الدكتور بسلبية، وهنا مكمن الخطأ، فالدكتور الرشيد لمن لم يعمل معه كانت فترة وزارته التي امتدت إلى ما يقارب عشرة أعوام كانت الفترة الذهبية في عهد كل الوزارات التي مرت بها الوزارة بالرغم من أن فترته لم تشهد طفرة في الميزانية كما هو عليه الحال الآن أو في عهد وزارة معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر، وقد قادني ذلك الهجوم على الرشيد للدفاع عن معاليه، والذي أرى أنه أحدث قفزة نوعية غير مسبوقة، في وزارة المعارف آنذاك والتي تحولت أثناء وزارته إلى مسمى وزارة التربية والتعليم، فالرشيد مسؤول ميداني لا يعرف العمل المكتبي، فقد يفطر في الرياض ويتناول غداءه في الليث وعشاءه في جازان. كان يؤمن إيمانا قطعيا بالعمل الجماعي فأوجد بين إدارات جميع المناطق والمحافظات ثقافة مشتركة، عبر مؤتمر القادة التربويين الذي سن فكرته، والذي كان يناقش هموم التعليم في الوطن وخلال وزارته عرفنا التدريب والابتعاث والتطوير، واستثمار التقنية في التعليم، والكل بدأ يعمل بدون كلل أو ملل.. وبرغبة قوية لوجود القدوة الحسنة ممثلة في معاليه، والعاملين معه، لقد كانت فترة ذهبية بكل المقاييس، فالوزير الذي لا ينزل إلى الميدان خاصة في مجال التعليم، «عمله ناقص» ولا يستطيع أن يحقق الهدف الذي جاء من أجله كما يجب، وقد كان الرشيد نموذجا للوزير الميداني، وهذه شهادة حق في حق هذا الرجل الذي يجب أن لا يتم التطاول عليه بمجرد أنه أبدى رأيه وهو محق في ذلك، وكنت أتمنى من أخي الدكتور الذي هاجمه والذي أدى دور مدير العلاقات العامة والإعلام في جامعته بامتياز ، كنت أتمنى أن يحفظ لمعالي الدكتور حقه، فهو لا يستاهل هذا الهجوم غير المبرر على الإطلاق. . [email protected]